سوق الفن الاردني في مئة عام
عبدالرحيم العرجان
16-12-2021 10:11 AM
بتعاون مابين الجامعة الالمانية الاردنية ووزارة الثقافة والسفارة الالمانية في عمان وتحت رعاية رئيس الجامعة الدكتور علاء الحلحولي اختمم يوم امس مؤتمر " الثقافة والفنون في الأردن عبر مئة/ آفاق المستقبل.
ولاهمية سوق الفن قدمنا ورقة بحثية فنية بنظرة اقتصادية عارضين فيها الحال الاقتصادي لهذا السوق وتطورة وسبل النهوض بة، وجاء فيها:
يعتبر الفن إحدى المقومات الاساسية للمجتمع ودعائم الاقتصاد، لتوفر كامل شروط السوق في العمل الفني من مواد خام، المنتج الفنان، التاجر الوسيط وهو صالة العرض، المقتني المستثمر وعناصر العرض والطلب وكذلك الندرة والشهرة بالاضافة الى الترويج والتسويق والمنافسة.
وفي دراستنا هذه نتناول ثلاثة جوانب لفنية الرسم، النحت وفن التصوير الفوتوغرافي على مدى مائة عام من عمر الدولة حسب المراجع المتاحة واستبيان وجلسة عصف ذهني واستماع بالاضافة لخبرتنا بالسوق.
وحسب الدراسة يتبين أن الفنانين الذي كان لهم أثربإرث الدولة كما يلي:
مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك غيرهم العديد من الهواة:
جيل الرواد مواليد ما قبل عام 1950: 48 فنان أكاديمي 14 فنان تعلم ذاتي.
الجيل الأول مواليد ما قبل عام 1960: 39 فنان أكاديمي 7 تعلم ذاتي.
الجيل الثاني مواليد ما قبل عام 1970: 41 فنان أكاديمي، 8 تعلم ذاتي.
الجيل الثالث مواليد ما قبل عام 1980: 27 فنان أكاديمي، 6 تعلم ذاتي.
الجيل الرابع مواليد ما قبل عام 1990: 19 فنان أكاديمي، 6 تعلم ذاتي.
الجيل الخامس مواليد ما قبل عام 2000: 7 فنانين أكاديمين، 3 تعلم ذاتي.
من هذه المعطيات يتضح أن سبب انخفاض أعداد الفنانين بعد الجيل الثالث:
1 – غياب المنح والابتعاث الأكاديمي.
2 – انتهاء فترة الطفرة الاقتصادية الأولى التي سادت فترة الثمانينيات.
3 – الهجرة الفنية من العراق بعد حرب الخليج إلى الأردن عام 1992 واغراق السوق بأسعار تنافسية.
4 – استقطاب دور العرض لفنانين من الخارج.
5 – فرض ضرائب ورسوم جمركية على مكونات العمل الفني.
6 – انخفاض الدعم الحكومي الرسمي للفنان سواء بالاقتناء، الابتعاث، التفرغ وتمويل المعارض والمشاريع.
7 – غياب دور الجمعيات والمجتمع المدني بالعمل بحياد ومهنية.
8 – الهجرة والعمل في الخارج.
9 – الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2007 وانخفاض القدرة الشرائية.
اما معدلات بيع الأعمال للفنانين حسب الحقبة الزمنية:
فترة السبعينيات: 18 عمل سنوياً.
فترة الثمانينيات: 24 سنوياً.
فترة التسعينيات: 6 اعمال سنويا.
فترة ما بعد عام 2000 : 3 اعمال سنوياً.
وبالنسبة لمتوسط أسعار أعمال الفنانين حسب سعر السوق في الوضع الطبيعي للعمل التام:
الرواد: 6000 دينار.
مع اخذ بعين الاعتبار استثناء اسعار اعمال الفنانة سمو الاميرة فخر النساء للاثر الكبير على متوسط السعر.
الجيل الأول: 5000 دينار.
الجيل الثاني: 4000 دينار.
الجيل الثالث: 2000 دينار.
الجيل الرابع: 1200 دينار.
الجيل الخامس: 700 دينار.
ونتيجة لانخفاض الدخل المترتب من بيع الأعمال الفنية أدى ذلك إلى:
1 – عزوف الفنانين عن التفرغ لانتاجهم.
2 –اعتزال العديد منهم الفن.
3 – العمل بوظائف مساندة، تدريس، تصميم وغيرها.
4- الشعور بعدم الامن الاقتصادي والخوف من المستقبل.
سبل تطوير السوق:
1 – رفع الرسوم والجمارك عن مدخلات العمل الفني، أو تخصيص شريحة اعفاء خاص بقيمة شراء معينة.
2 – تعزيز الشراء من الجهات الرسمية للفن الاردني بالقيمة العادلة لغايات الاقتناء والإهداء.
3 – زيادة منح التفرغ الفني السنوي الممنوحة من وزارة الثقافة.
4 – بناء قرى فنية "مراسم" محدودة المساحة تمنح للفنانين، لتكون مكان عمل وإنتاج ومكان مؤهل لاستقطاب الزائر المحلي والدولي.
5 – استحداث نظام الفنان المقيم في المحافظات.
6 –اشتراط أن تكون الأعمال الفنية في غرف ومرافق الفنادق من إنتاج أردني.
7 – تعزيز العرض بالأسابيع الثقافية الأردنية في الخارج، والتبادل الثقافي مع الدول الشقيقة والصديقة.
8 –رفع كفاءة الفنان بالابتعاث لحضور دورات، ورش عمل ومعارض في الخارج.
9 – مشاركة الدولة بجناح خاص بالمعارض الفنية ذات القيمة العالية والمردود المالي من آرت دبي، باريس، برلين وغيرها.
10 – تطوير وتجديد صالات العرض الحالية بالعاصمة واستحداث جديدة في المحافظات.
11 – استحداث تخصصات فنية من نقد، وإعلام وتخفيض قيمة رسوم الدراسة الجامعية.
12 – تنظيم معارض وأسابيع فنية دولية تكون قبلة وجلب سياحي مثل: عمان آرت فير، عمان ديزاين ديز، بينالي الأردن وغيرها.
13 – تعديل القانون لاستقطاب المزادات العالمية بالعمل في الأردن كريستيز، سوثبيز و ار ار.
14 – تخفيض شريحة ضريبة الدخل على دور العرض "الجالريهات" الاستثمارية.
15 – فرض القانون على الشركات المساهمة تخصيص نسبة واحد بالألف تذهب لخدمة المجتمع، وتعديله على أن يكون جزء منها لخدمة الفنون.
16 – السماح بتنزيل قيمة المشتريات الفنية من الرسوم الضريبية للمؤسات، شريطة إدخالها ضمن أصول المؤسسة الثابتة وعدم المتجارة بها.
17 – تفعيل قانون حماية الملكية الفكرية وتسهيل سبل التسجيل والتوثيق.
ولتعزيز الفن في المجتمع يتم من خلال:
أ – تنفيذ جداريات في الشارع.
ب – نصب أعمال نحتية بالميادين الرئيسية والحدائق العامة.
ج –إقامة المسابقات الفنية لمختلف المستويات والأعمار بجوائز تشجيعية وتكريمات اعتبارية.
د – بناء مواقع إلكترونية فنية تشمل: التعليم عن بعد، أخبار، أنشطة، تاريخ الفن.
ر – تشجيع رحل الزيارات المدرسية والجامعية إلى: المتاحف الفنية، دور العرض وزيارة المراسم للفنانين.
س – تكثيف الدورات التدريبية بأسعار رمزية بمستويات مختلفة.
ش – جلب الثقافة: عن طريق دعوة فنانين للإقامة ومرافقتهم.
ص – صياغة المنهاج المدرسي بطريقة عصرية حقيقية.
ض – تطوير الإعلام الفني المرئي، المسموع والمقروء.
ط - تفعيل المعارض الدوارة على المحافظات، المدارس، الجامعات.
ك – طباعة بوسترات بأعمال فنية توزع مع الصحف بشكل دوري.
م – طباعة تقويم "روزنامة" سنوية فنية باللغتين العربية والإنجليزية توزع محلياً ودولياُ عبر السفارات.
ن – دعم الإنتاج المعرفي بإصدار كتب فنية متخصصة ضمن مشروع مكتبة الأسرة التابعة لوزارة الثقافة.
ه – رفع الرسوم والضرائب المفروضة على الكتب المحلية واستيراد الكتب الأجنبية.
و – تنفيذ مشروع اقتناء الأعمال الصغيرة بدعم حكومي.
ومن حيث مكانة السوق الفني الأردني بالسوق الدولي:
فلا تكاد تذكر مساحتنا الفنية ومحدوديتها في السوق الإقليمي والدولي وذلك للأسباب التالية:
1 – اعتماد المشاركات الفنية على الجهود الذاتية.
2 – ارتفاع تكاليف أرضيات المعارض والعائد على المشاركة بالنسبة لدور العرض.
3 – غياب شركات الصناعة الفنية والعلاقات العامة عن العمل في المملكة.
4 – محلية الشهرة للفنان، وعدم ثراء سيرته الفنية بالمشاركات الإقليمية والدولية.
5 – محدودية النقد الفني العلمي.
6 – اعتماد الإعلام المحلي على النشر الاخباري.
وكان للجائحة الكورونا الاثر الكبير ونتج عنها:
1- تهاوي اسعار الاعمال الفنية، بعد استثناء الندرة، خصوصاً للجيل الثالث وما بعده.
2- زيادة العرض مع محدودية الطلب.
3- خروج كثير من الاعمال الفنية من بيوت المقتنين وخزائن المستثمرين الى السوق، بهدف الحصول على سيولة.
4- ارتفاع اسعار المواد الاولية لانتاج الاعمال، جراء حالة التضخم المالي التي يشهدها العالم.
5- ولجراء ارتفاع التكاليف وانخفاض دخل الفنانين سوف ينسحبوا من السوق، لمهن ووظائف اخرى.
6- توالي خسائر دور العرض جراء ثبات التكاليف الثابتة مع محدودية البيع.
7- تسليم الفنانين لمراسمهم واماكن عملهم الخاصة.
ونترحم على من فقدناهم من اساتذتنا وزملائنا الفنانين الذين كان لهم الاثر الكبير بهذا الفن الخالد.