لا أشك للحظة بصدقية الصيحة التي أطلقها قبل أيام دولة الاخ فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان فواقع حالنا اليوم لا يستدعي القلق فحسب لكنه يستدعي منا جميعا أن نشمر عن سواعدنا وأن نستنهض هممنا وأن نتعالى عن المناكفة والمنابزة والتناحر فيما بيننا وان ننتهي كليا من سياسة التخوين فالظرف دقيق والمرحلة جد فاصلة وحرجة والاردن هذا الوطن الاشم الذي يرزح تحت وطأة مخرجات ازمات الجوار وفي مقدمتها الأزمة السورية وتداعيات ما سمي بصفقة القرن ودوافع هذا الحجيج العربي الطارىء وغير المبرر نحو اسرائيل ومحدودية موارده وشحتها هو الذي تدفع اليوم قيادته الهاشمية الفارسة الشجاعة وحكوماته وشعبه الأبي الصابر ثمن إيمانهم بأهمية البعدين العربي والإسلامي في بناء علاقاته الدولية وبعده عن سياسة المحاور ودفاعه عن مقدسات هذه الأمة الإسلامية والمسيحية وصلابة مواقفه.
وما أحوجنا اليوم أن نلتقي مع صيحة الفايز فنقرأها ونتحرى تفاصيلها ونفهمها ونعانقها بخطة إنقاذ وطني ولا غرابة فالفايز الذي ارتفع صوته عندما خبت اصوات الكثيرين فانخرس سياسيون وقادة مجتمع وحزبيون ومتملقون وبلعوا ألسنتهم حينما أصاب هذا الوطن عارض الفتنة فوقف ووقف معه الأردنيون جميعا خلف مليكهم وولي عهده ووأدوا الفتنة في مهدها.
إن الذين ينهشون في جسد الوطن اليوم ويتباكون على ضياعه وضياع مقدراته عليهم أن يتقوا الله فيه وان يتذكروا أننا لسنا بالدولة العظمى في هذا العالم وان هذا الوطن الاردني العروبي قد خلق في عين العاصفة وفي أتون إقليم قلق وملتهب وان عالمنا اليوم لم تعد تحكمه الاخلاق والقيم والمثل العليا بل المصالح
فما أحوج وطننا الاردن الى حلول خارقة واستثنائية ورجال استثنائيون وعلينا أن نثق بأن هذا الوطن يتسع لنا جميعا وأن من حقنا ومن حق أبناءنا أن يحلموا بمستقبل زاهر وجميل وأن ننتقل بهدوء وثقة لحياة سياسية وحزبية تحاكي هموم الوطن الاردني وعلينا أن نشد على أيدي المخلصين من أبناءنا ومن هم في موقع القرار اليوم فلا نخون أحدا وان نتناصح فيما بيننا فنكبر في فيصل الفايز نقاءه وصدقيته وفي بشر الخصاونة دماثته وحصافته وفي سمير الرفاعي ديناميكيته وفي عبدالكريم الدغمي جسارته وقوميته وما أحوج الوطن اليوم الى واقعية ورزانة وخبرة عوض خليفات وشهامة مروان الحمود وحزم احمد عبيدات وتواضع عون الخصاونة ووطنية معروف البخيت.