فايز الطراونة ووالده والدستور والأردن
باسم سكجها
16-12-2021 01:54 AM
لم يكن الدكتور فايز الطراونة من شخصيات سياسية عرفتهم عن قُرب، ولكنّ الأمور لم تخل من معرفة لصيقة، ففي البيت الحميم للحبيب عبد السلام الطراونة، إبن عمّه، ونسيبه، تصافحنا وتجالسنا، وتحاورنا، وكان ذلك أول لقاء، وبعده كانت عشرات اللقاءات في مناسبات رسمية.
على أنّ الرجل كرّمني في يوم باتصال هاتفي، حين كتبت عن والده الراحل، ومع صدور كتاب عن الأب كانت مقالتي تحتل حيزاً هناك، وبصراحة مطلقة الصراحة ففايز كان يفوز في كل مراحل حياته بتمثيل والده في الحياة السياسية الأردنية، حيث الحفاظ على الدستورية، والموالاة لها، فالأردن أولاً وأخيرًا.
لم أقصّر في انتقاده، مع وجوده وزيراً ومفاوضاً ورئيس ديوان ورئيس حكومة بتكرار المناصب، ولم يُقصّر في احترام رأيي، وأكثر من ذلك فقد كان في كل لقاء عابر، في مناسبات غير عابرة، يقول لي: خذ راحتك، فأنت تكتب ما يمكن أن أكتبه لو كنت مكانك، ولعله كان يتحدث عن المنصب الرسمي والآخر الذي يمثل رأياً آخر .
رحل فايز الطراونة، إلى حيث والده، وأجداده، وترك كما ترك هؤلاء ميراثاً وطنياً، صافياً نقياً لا مجال فيه للإنكار، ولعلّ وجود الملك في تشييعه خير دليل على تميزه، فلروحك الرحمة يا حبيبنا، وأنت من مثّل الانتقال بأحسن حال، وأنت من حافظ على الدستور، بأجمل وجوهه، وللحديث بقية…