النفس أمارة بالسؤ ..د. سمير حمدان
20-07-2010 12:22 AM
لم يدخر علم النفس جهداً في محاولاته الدؤوبة لاستكناه وسبر غور النفس الانسانية. وقد فرح الفرحون عندما شعروا بأنهم أمسكوا برأس الخيط . ولكن الحياة بدورانها اليومي تقدم لنا دروس جديدة تحتاج دوماً لعلوم جديدة أيضاً. سؤال يتكرر على مسامعنا صبح مساء......ماذا حلً بنا نحن البشر؟ وماذا أصابنا لنحقق ما جاء في رواية حنا مينة " الرجل الذي يكره نفسه" . ننظر حولنا فنرى فتية بعمر الورود ولكن وجوههم كالحة. شباب وصبايا مهمومون ، رغم قصات شعرهم المستوردة من ما وراء المحيط وملابسهم المثقوبة عن ركبهم وأماكن أخرى تضامناً مع ثقب الأوزون. وكذلك الشيب والشياب حيث انعقدت ألسنتهم ولم يعودوا قادرين على إسداء النصيحة. وبذلك يستوي الطفل والشيخ في بث الشكوى والحسرة وآهات الألم. وانحسرت السعادة وتصحرت القلوب . فلم نعد نسمع سوى عبارات الندم عن أفعال جميلة قمنا بها. ونكران لمن أسدينا له معروفاً. إنها مرحلة من مراحل البؤس . بدأت باللغة الجافة وامتدت للمشاعر والأحاسيس. فكيف لحياتنا أن تستقيم وقد استمرأنا ارتكاب كل الموبقات تحت وهم الشطارة والأنانية. ونسأل من يعيد لنا أدميتنا؟ هل تقدر أي حكومة في الأرض أن تعيد لمن مات قلبه وتلبسه الشيطان بعضاً من البهجة؟ لأول مرة أتعاطف مع حكومتنا في قول لا. فقد مسخنا أنفسنا أكثر مما يجب ، وصرنا كنهر جامح يدمر ما في طريقه من حقول يانعة خضراء. من يستطيع أن يعيد لنا أسماءنا التي كانت تشيه الأماكن التي كانت لنا ؟ |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة