الشائعة كلام خبري ينطوي على معلومة لافتة للانتباه تمس الحياة السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية او الثقافية ونحو ذلك من القضايا الحياتية المؤثرة بحيث تترك أثرا بليغا في نفوس متلقيها وربما يروج لها معظم الذين سمعوها دون تمحيص او تأكد من مدى صحتها وصدقيتها.
في ظل غياب الإعلام الصادق الصريح تنتشر الاراجيف ويكثر المروجون للأخبار وقد لا يستجيب الإعلام للحدث الا بعد أن تكون الشائعة قد انتشرت واستقرت في اذهان الناس على أنها حقيقة ويبنون تصوراتهم وتنبؤاتهم على ما استقر في اذهانهم من أخبار ومعلومات.
وفي بعض الأحيان تقع الجهات الرسمية في خطأ نفي معلومة وتكون هذه المعلومة صحيحة ولكن لاسباب خاصة تود عدم اظهارها في حين تكون وسائل اعلامية خارجية قد اوردت الخبر وانتقل عبر وسائل اعلام أخرى ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار بحيث يصبح نفي الخبر غير مقنع وقابل للطعن والتفنيد.
ان غياب المصداقية في الطرح والتأخر في الرد او إظهار الحقيقة يكرس الشك بمصداقيتها ويدعو الناس إلى تلقى المعلومات من مصادر أخرى تولدت لديهم قناعة بموثوقيتها وصحة أخبارها.
دحض الشائعات والأراجيف ليست معضلة صعبة وإنما تتطلب إعادة الثقة بين المواطن والمسؤول وطرح الحقيقة وان كانت مرة والافصاح عن الخبر الصحيح بأقصى سرعة ودون ابطاء وايراد الادلة الموثوقة والمقنعة الدالة على صحة الخبر وتتبع الشائعات ومعرفة مصدرها ووقفها ومحاسبة مطلقها.