اجواء مهيئة لدور تركي جديدد. هايل ودعان الدعجة
19-07-2010 08:47 PM
يمكن اعتبار مماطلة الاتحاد الاوروبي في التعاطي مع مسألة انضمام تركيا الى عضويته من العوامل التي اسهمت في اتخاذها هذه الخطوة التعويضية الاستراتيجية باتجاه المنطقة ، المهيئة اصلا لاستيعاب مثل هذه الخطوة في ظل وجود معطيات اقليمية ودولية ، حفزت القيادة التركية على التفكير بهذه الانعطافة الاستراتيجية الهامة والحيوية بالنسبة لمصالحها القومية ، انطلاقا من رصيدها التاريخي والجغرافي والديني وحتى الثقافي مع جوارها الاقليمي ، الذي يحتمل ان يشهد فراغا ( ان لم يكن شهد مثل هذا الفراغ بالفعل ) بسبب تراجع نفوذ بعض الاطراف الدولية المؤثرة ، وتحديدا الولايات المتحدة التي تستعد لمغادرة العراق ( وافغانستان ) بغض النظر عن موعد استكمال هذا الخروج الاجباري الذي بدأ بالفعل في ظل المشاكل ( والازمات ) العسكرية والسياسية والاستراتيجية التي تعاني منها في المنطقة نتيجة غطرستها وحساباتها الخاطئة . اضافة الى حاجة المنطقة او استعدادها لاستقطاب او ظهور منافس قوي يعتد به ( بمواصفات ترضى عنها دول الاقليم خاصة الدول العربية ) للوقوف في وجه الهمجية الاسرائيلية وسياساتها الاستفزازية والعدوانية التي تهدد امن المنطقة واستقرارها . وعلى ما يبدو ان تركيا قد نجحت في توظيف هذه النقطة في تعزيز حضورها الاقليمي ، مستغلة عدم جدية الكيان الاسرائيلي في التعاطي مع ملف السلام ، وارتكابه العديد من الاخطاء والجرائم الفظيعة في الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة تحديدا ومحاصرة سكانه ، وصولا الى الشعرة التي قصمت ظهر البعير والمتمثلة بالاعتداء الاجرامي على اسطول الحرية الانساني في المياه الدولية ، الذي راح ضحيته عدد من المواطنين الاتراك . ما شكل الفرصة العملية لتركيا لاعلان دخولها المنطقة وممارسة دورها الاقليمي . تزامن ذلك مع بروز حالة من الرضا الشعبي العربي عن الموقف التركي في تصديه للسياسات الاسرائيلية ، وزيادة نجومية وشعبية الحكومة التركية في العالمين العربي والاسلامي .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة