الرياضة والفن .. أدوات ناعمة على الدولة إستغلالها
أحمد معن القضاة
13-12-2021 10:35 AM
آن الاوان أن تتنبه الدولة للأدوات الناعمة كالرياضة والفن القادرة على تغيير وتحسين المزاج العام للشارع وتجعلنا كمواطنيين ملتفين حول وطننا الذي نفخر به ونريد أن نفخر بإنجازاته بكافة المحافل، لا يمكن وصف شعور الانتصار والمشاعر المختلطة خصوصاً عندما يتعلق الامر في إنجاز يحققه ممثل للوطن، كما لا يمكن التعبير عن شعور خيبة الامل المرافق للخسارة.
هذا ما عاشه المشجع الأردني في غضون ساعة بين الفرحة العارمة والشعور بخيبة الامل في مباراتنا مع المنتخب المصري، هذه المباراة يجب أن تعطي الدولة بمؤسساتها صورة واضحة عن مدى تأثير الرياضة على الشارع، اليوم يجب على الدولة العمل الجاد على خلق بيئة خصبة ورافعة حقيقية لإستغلال هذه الادوات وتسخيرها في خدمتها اليوم مفهوم الرياضة والفن أصبح كبيراً وقادراً على صنع هويات للبلدان والشعوب، بحيث أننا تعرفنا على سوريا ومدنها وتاريخها من الدراما السورية، وتعرفنا على مصر وتاريخها من أفلامها وفنانيها، كما تعرفنا على لبنان الجميل بصوت فيروز ووديع الصافي.
اليوم يجب علينا كدولة صنع هوية رياضية وفنية للأردن نفخر بها ونصدرها للعالم لتكون بوابة لتعريف الزوار بما يملك الأردن من الحضارة والتاريخ، الأردن يملك تاريخ عريقاً يجب أن يسرد ويعطى حقه بأعمال فنية تجسد التاريخ الأردني و تظهره بصورته الحقيقية الصحيحة و تزيل الضبابية التي يحاول الكثير بثها عن تاريخ أردننا .
الرسالة موجهة لكافة مؤسسات الدولة، التخطيط الجيد واستغلال الفرص المتاحة هي الرافعه الحقيقية اليوم لصنع مشهد رياضي و فني أردني يليق بوطننا، آن الاوان لرفع مستوى الدوريات الرياضية الذي سينعكس على قوة المنتخبات الوطنية في المستقبل ، كذلك يجب العمل على خلق بيئة فنية و إنتاجية قادرة على تسويق الاردن ومواهبه الفنية بصورة جيده مما يفتح المجال أمام جذب أعمال فنية عالمية بحكم التنوع الجغرافي الداخلي الذي تحتاجه الكثير من الاعمال و ظهر ذلك جلياً في قيام 8 أفلام عالمية التصوير بوادي رم بحكم طبيعتها المشابهه لكوكب المريخ .
أصبحت الفنون و رياضة فرصة إستثمارية قادرة على رفد الدول بالاموال من خلال السياحة الرياضية والفنيه يمكننا اليوم النظر الى التجربة القطرية التي إستثمرت في الرياضة بحيث أصبحت أيقونة عربية رياضية يزورها السياح من كافة دول العالم لرؤية الملاعب والمرافق المحيطه بها والتي خلقت لقطر مشروع وطني يصدر للعالم ككل، وهذا ما نحتاج إليه مشروع وطني رياضي أو فني يخلق حالة جديدة داخل الاردن يأتي السائح إليها بجانب زيارته للمواقع الاثرية المختلفة مما يزيد من مدة تواجده بالأردن و ينعكس على الاقتصاد بصوره رائعه ويخلق مزيد من الفرص الاستثماريه و زيادة فرص العمل للشباب، اليوم مهرجان جرش يجب أن يطور بطريقة جاذبه للجمهور و أن تكون مدته أطول مع إضافة الفنون الغربية للمهرجان لإيجاد التنوع الثقافي الذي يجذب الجمهور بإختلاف أذواقه للحضور والتمتع بأنواع الفنون المختلفة.
يجب على الدولة اليوم إستغلال هذه الادوات بكافة الطرق الممكنه لتكون فرصة إستثمارية حقيقية تسثمر بالانسان ومواهبة وتعمل على تحسين المزاج العام وتقوية الروح الوطنية وتعزيز معنى الفخر بالوطن و إنجازاته.
حمى الله الوطن وقائده وحفظ الله الشعب..