بعد تخطي سن الصمت ينطق الكبار بالحق
د. نعيم الملكاوي
13-12-2021 01:51 AM
قراءة في لقاء دولة عبد الرؤوف الروابدة مع مركز لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية - مسارات.
ارى انه ازال القناع عن أهم وأخطر ملف يقلق المواطن الاردني و المواطن الفلسطيني ، ملف نعرفه جيداً وتكلم به وعنه العديد من الغيورين عشرات المرات بل اكثر من ذلك ولكن دون ادلة قاطعة ،
و اهم ما جاء به دولته وخروجه عن الصمت المعهود لكثير من الرموز والعارفين لخفايا الامور " أن حل القضية الفلسطينية سيكون على حساب الاردن مؤكداً أن هذه الحلول تم ترسيخها مسبقاً في الاعوام ١٩٤٩ و ١٩٥٠ بوحدة الضفتين ومنح الجنسية " ،إذن بناء عليه نستطيع القول ان هذا الامر ليس مستجداً ولم يكن وليدأ لوادي عربة بل ان جميع الاحداث التي شهدها و ما زال يشهدها الاردن وطناً وشعباً كانت تدور ضمن هذا الفلك شكلت محاولات لتنفيذ هذه الحلول و لكن على استحياء وكل ما قيل عكس ذلك محض تسويف و ترويض لقبول المصطلحات والتعابير اولاً و من ثم لتصبح حقائق وواقع امرٍ لا مفر منه تقبله ادمغة الاطراف وترويض للشعب ، و هذا يثبت ما كنا نقوله سابقاً ونعبر عنه بشتى اشكال التعبير و التخوف وينكره علينا اصحاب الكراسي وايضا كنا نعاقب على التحدث به ، كله كان صحيحاً ، ولكن لم يكن مصرحاً لهم بالإفصاح عن حقائقه بهذا الاسلوب الصريح ، مع ان دولة ابو عصام يعتبر من اكثرالرموز و الرؤساء اطلاعاً على كل الخفايا و أكثرهم جرأة في القول و الحديث ويعي ما يقول ويعلم .
واما في جزء حديثه عن التجربة الحزبية التي عاشها وأن المواطن لا يريد !!! ...
هنا اختلف مع دولتك ونحن ابناء حزب واحد في تلك الحقبة وتعلمنا منك ومن الامين العام المرحوم عبدالهادي المجالي الكثير الكثير في هذه المسيرة ، واذكر دولتك هنا بآخر جلسة لك معنا في الحزب حيث كنت نائبا للأمين العام و رئيسا للجنة السياسية في الحزب الوطني الدستوري قالت لنا " بدي اودعكم وهاي اخر جلسة لنا مع بعض " كان ذلك قبل تكليفكم بتشكيل الحكومة بشهور ، فتعالت الأصوات بيننا وكما توقعنا كان مطلوب منك الخروج والابتعاد عن الحزب لتكون رجل الرابع في المرحلة القادمة ....
السؤال المطروح هنا ، هل حقيقةً أن المواطن لا يريد العمل الحزبي و البرامجي ؟
ام ان رموز الشعب كانوا عبارة أدوات مخدرة للشعب وقادوا المواطن الى متاهة الديمقراطية الزائفة ؟
و ان البعض كان على استعداد ولديه القابلية و القبول المسبق بالتخلي عن ما أمكن إنجازه على الصعيد الشعبي في تلك التجربة الديمقراطية غير المخلقة كلياً ،وأن قوى الشد بكل الاتجاهات ان كانت افراداً ام اطرافاً ام مؤسسات كلها كانت تعمل على تسخيف و افشال هذه التجربة واجهاضها .
لا يا سيدي ،،، لقد تم ايهام البعض بأن الطريق الى الوظيفة العليا ، او الى الحقيبة ، او الى أي كرسي لا بد ان يكون من خلال العلاقة مع الامين العام و اعوانه ونوابه وهذا كان واقعاً يجب عدم نسيانه فذهب البعض يلهث وراء المنافع والمكتسبات ، و ما قمنا به كتيار اصلاح داخل الحزب تم الاجهاز علية و تحجيمه كان ردة فعل ضد هذا النهج وضد هذه الذهنية في العمل الحزبي و البرامجي ليمثل اكبر تجربة على مستوى الوطن في العمل الحزبي واثبات على ان الشعب او بعض من الشعب كان يريد العمل الحزبي و الانخراط به بمفهومه الحقيقي وليس بالمفهوم الذي نُهج في تلك الحقبة والذي يعاد تخليقة الان بلون مختلف بكل اسف .
يشدني الاستغراب الى الجانب الأخر من اي حديث اقرأه او اسمعه واتساءل ، هل تم الافراج عن بعض الخفايا لأن وقت تطبيقها وتفعيلها قد حان ؟
حمى الله الاردن