مرة اخرى جاء المبعوث الامريكي جورج ميتشل الى المنطقة وزار رام الله على امل ان يفرض املاءات امريكية هي في الاصل مطلب اسرائيلي عبر عنه نتنياهو خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة واثناء لقائه مع الرئيس باراك اوباما..

ويبدو ان نتنياهو كان موقنا بقدرته على اقناع الادارة الامريكية بضرورة الاسراع الى عقد مفاوضات مباشرة مع الجانب الفلسطيني وقبل انتهاء مدة المفاوضات غير المباشرة في ايلول القادم والتي ظهر فشلها للعيان منذ بدايتها بسبب اصرار حكومة تل ابيب على مواصلة بناء المستوطنات في القدس وفي الضفة الغربية رغم الكلام الكاذب عن تجميدها..

أليس نتنياهو نفسه الذي زعم صادقا او كاذبا بانه هو الذي دمر اتفاق «اوسلو» ، وان باستطاعته فرض افكاره على الادارة الامريكية؟!!

وهنا يجب الاعتراف بان بنيامين نتنياهو قد نجح في فرض مطلبه في استئناف المفاوضات المباشرة على الرئيس اوباما ..

وهذا هو جورج ميتشل قد جاء الى المنطقة حاملا معه املاءات اوباما لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني بدون قيد او شرط.. اساسا ان جميع زيارات جورج ميتشل للمنطقة لا هدف لها سوى انتزاع موافقات فلسطينية على المطالب الاسرائيلية..

اما بالنسبة لاسرائيل فان الادارات الامريكية المتعاقبة لم تحاول ولو مرة واحدة فرض اي مطلب فلسطيني عليها...ولم تحاول ولومرة واحدة فرض اي مبادرة سلام اقليمية او دولية او حتى امريكية عليها..

لقد احسن الجانب الفلسطيني صنعا في رفضه استئناف المفاوضات المباشرة قبل انتهاء مدة غير المباشرة، وقبل التوصل الى تفاهم حول الحدود والامن..

لكن اخشى ما نخشاه هو تراجع الجانب الفلسطيني عن شرطه المشروع تحت تأثير ضغوط امريكية واوروبية او حتى عربية .. ويضطر الى القبول باستئناف المفاوضات المباشرة وفقا لمطلب نتنياهو..

وهنا ندعو الجانب الفلسطيني والعربي الرسمي الى التوقف لمراجعة حصاد مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع الحكومات الاسرائيلية لاكثر من اربعة عقود عجاف لم يتحقق خلالها اي انجاز او حتى خطوة على طريق تحقيق السلام العادل في المنطقة..

ان حكومة نتنياهو في مأزق ..وهي تسعى لفك عزلتها الدولية وحتى عزلتها الغربية على الاقل بسبب جرائمها البشعة على « اسطول الحرية» وبسبب رفضها للمطلب الدولي والاوروبي لرفع الحصار عن قطاع غزة..

وان استئناف مفاوضات مباشرة مع الجانب الفلسطيني سيكون بمثابة طوق نجاة لهذه الحكومة اليمينية العنصرية المتطرفة...ونعرف ان جل هم ادارة اوباما حاليا هو ممارسة الضغوط على الجانب الفلسطيني وعلى النظام العربي الرسمي من اجل فك عزلة حكومة نتنياهو الذي وصفه باراك اوباما بانه رجل سلام وانه حريص على تحقيق السلام في المنطقة!!!

المهم ان زيارة ميتشل للمنطقة قد فشلت على غرار زياراته السابقة والحبل على الجرار..