إحكي بحكي "الثور" يطلعلك ربعه!
شحاده أبو بقر
12-12-2021 06:03 PM
نصوم اليوم عن حديث السياسة ودهاليزها، ونكتب بما هو أجدى ربما، فمن بين ما يروى عن زمن غابر مضى، أن سيدة ذات حسن وشباب توفي عنها زوجها الفقير تاركا لها ولدا فتى في سن بين الطفولة والشباب، وكان لهما جار راغب في الزواج منها.
كان ذلك الجار يسهر "يتعلل" عندهم كل ليلة ويتسلى مع إبنها في لعب ورق الشدة لغايتين، الأولى يرى المرأة محبوبته التي يبادلها رغبة الزواج، والثانية التقرب من ولدها عله يوافق على المطلوب.
ذات ليلة أراد الجار فحص موقف الإبن، فقدم له عرضا بأن يعطيه "ثورا" يملكه ليمتهن الحراثة عليه عند فلاحي القرية، على أن يكون له ربع الأجور مقابل أن يوافق على زواجه من والدته. مر الولد على العرض مرور الكرام ولم يعلق وأخذ يتكلم في أمور لعب الشدة فقط، بينما الجار والأم ينتظران على أحر من الجمر كلمة موافقة منه.. هنا تدخلت الأم المتلهفة على الزواج قائلة لإبنها، مالك ومال هالحكي يا إبني، إحكي بحكي الثور أحسن لك، يطلعلك ربعه.
وعليه، أرغب في الحديث عن قضاء "عيرا ويرقا" في محافظة البلقاء والبالغ تعداد سكانه أكثر من 30 ألف نسمة معظمهم من حملة الشهادات الجامعية على إختلاف مستوياتها، لا بل يمكن القول بأنه المنطقة الأولى في المملكة من حيث النهضة التعليمية ومن جميع التخصصات قياسا بعدد السكان، ومع ذلك لا يوجد فيه مشروع تشغيلي واحد ولو حتى بسيطا، على الرغم من قربه من حافة عمان الكبرى بدءا من جوانب منطقة بدر والإتجاه غربا حتى تلال الغور الشرقية، وهو منطقة زراعية ريفية تتجه تباعا لأن تصبح مدينة وأنا أتمنى لو تبقى ريفا، فذلك أفضل.
كنا في لقاء مع جلالة الملك لقبيلة عباد قبل عامين، تقدمنا بعدة مطالب مشروعة منها ترفيع القضاء إلى لواء كي يحظى سكانه الذين يمثلون الطيف الأردني كله من أهل البلقاء وخارجها بخدمات أفضل يحتاجونها بإلحاح، وكذلك قضاء عرضة عباد، كما طالبنا بإقامة مشروعات تشغيلية للشباب من الجنسين حيث قدراتنا المادية عموما متواضعة ونحتاج إلى مشروع حكومي أو أكثر مهما كان بسيطا، مثلما طالبنا ببلدية موحدة للقضاء وبتوسيع الشارع العام مدخل القضاء الذي مضى عليه أكثر من 70 عاما بلا توسعة، وكان ذلك ممكنا عند فتح شارع الحزام حول مناطق بلدية السلط التي نحن الآن جزء منها، إلا أن ذلك لم يكن ولا ندري ما السبب والمبرر.
هذا القضاء ومثله قضاء عرضة عباد "الصبيحي" يمكن بشيء من الرعاية والإهتمام أن يكون أنموذجا رائعا للبلدات الأردنية كلها من حيث التنظيم والحفاظ على الرقعة الزراعية التي فقدناها حتى حول عمان العاصمة بسبب ما أسميناه البلديات الكبرى التي فاضت بالحجارة والحديد "مبان شاهقة وسيارات رصفة حديد على الطرق والشوارع" كلها.
طالبنا كذلك بمشروع للصرف الصحي بعد أن أجريت له الدراسات الكاملة ولكن من دون تنفيذ. نحن لا نطلب المستحيل ولا الصعب، فكل ما نطلبه ممكن وقابل للتنفيذ، لكن الحكومة السابقة التي حضر رئيسها وبعض وزرائها لقاءنا المقام السامي لم تستجب ولم ترسل إلينا وفدا منها كما أمر جلالة الملك لمزيد من البحث في مطالبنا ولا أعرف السبب، ربما لتفجر الجائحة التي أشغلتها عنا وعن غيرنا!!.
مطالبنا كثيرة، لكننا نطالب حاليا بالممكن فقط، ولو كان لدينا "فدان حراث" لأعطيناه للحكومة الحالية الموقرة ولها ربع أجوره شرط أن توافق لنا على تنفيذ مطالبنا، مع أننا نعلم يقينا أن الجميع يطالبون منها أعانها الله، ولكن نحن في عيرا ويرقا والعرضة بعض طيب من هذا الجميع الطيب. عذرا إن كنت شطحت أو أسأت لأي كان فللجميع الإحترام.
الله من وراء قصدي.