تتزايد الأخبار عن مشروعنا النووي وتغدو أكثر تنوعاً يوماً بعد يوم, ففي البداية كانت الأخبار عن مشروع للطاقة البديلة وغَلَب الطابع الاقتصادي وأحياناً العلمي على محتوى الأخبار, ولكن مع الأيام أصبح هناك بعد سياسي واضح, فهناك الآن أخبار عن تدخل إسرائيلي وعدم رضا أمريكي وتعهد فرنسي بإزالة عدم الرضا الأمريكي.
المزاج الشعبي تجاه المشروع ذاته يتغير مع تغير تلك الأخبار, ففي وقت مبكر تجاوب الناس مع الأخبار التي قالت أن المشروع له صلة بمشاريع إسرائيلية, كما تجاوبوا مع أخبار أخرى قالت أن هناك مخاطر بيئية استراتيجية للمشروع, ولكن مع توارد الصنف الجديد من الأخبار عن الموقف الأمريكي المعادي للمشروع, حصل تبدل في المزاج.
ما أكتبه هنا يتصل فقط بهذا المزاج العام, أو على وجه الدقة بالمزاج "العوام" أي مزاج مَنْ يكتفي ب¯"طراطيش" الأخبار لكنه يهتم بما يريد من هذه الطراطيش.
عند مستوى المزاج "العوام" هذا, تغار الشعوب من بعضها البعض. فصحيح أن الدول صاحبة الملفات النووية (مثل إيران وكوريا وسوريا وقبلها باكستان والهند) تعاني من الضغوطات الدولية, لكن الشعوب المحيطة تراقب بشغف وتحب أن يكون لبلدانها ملفات دولية كبيرة تُذكر في نشرات الأخبار, ملفات تُطوى وتُفتح وتُسخّن وتبرّد وتتحول إلى أوراق تلعب بها الدولة ذاتها أو يلعب بها الآخرون أو على الأقل يمكن التلويح بها.
من هذه الزاوية وبصفتي من المهتمين بـ "الرأي العوام" أعلن أنه "نفسي بملف نووي ساخن".
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net