لطالما تعوذنا من قهر الرجال وهو مرتبط نوعا ما بالكرامة الخاطئة أحيانا والنبرة الذكورية...
لكنني أقولها دوما:
اللهم أجرنا من قهر الإناث، الذي لطالما يأتي بعد صبرٍ لا طاقة للرجل به، و وعيٍ مفاجئٍ على الكرامة بعد سلسلة من ضياع الكرامات...
ف القهر هنا مضاعف عشرات المرات.
حدّثْتُها ذات يوم و قلت لها في أوج القهر:
ما هي نظرتك الحالية للحياة؟
فقالت لي: أريد الاستمرار فثمة ما ضاع من عمري بالقهر والانكسار و سلسلة ضياع الكرامات، لكنني أريد الموت أكثر...
ليجول في خاطري عُنوان:
(الموتُ و زِيادَة الحياة)
فسَرَدتُّ عليها ما يلي:
في رِحابِ احتِضان الرّحم ظلامٌ دامِسْ...
وفي الخُروج منه لا مَجالَ لكلمة دارسْ...
لا زال الجنين يمتلكُ خِبرةَ احتِضان الرّحم...
فلا خِبرةَ له بشرذمة الحياة...
و خبرةٌ لم يتعلمْ غيرها هي رائِحة الأم...
و بعد انقضاء السنين بدأت دِراسة الحياة...
حيااااة بمنتصفها ال آه...
و في معادلتها الموت كحقٍّ للخالق لا لابن آدم...
و حقٍّ علينا بموعدٍ مجهول...
و بعد انقضاء المزيد من السنين...
أصبحنا نمتلك سلاحا ذو حدين...
بعنوان (الموت و زيادة الحياة)...
تمنٍّ (لزيادة العمر)...
و تمنٍّ للموت...
تمنٍّ لإنهاء الحياة رغما بانتحارٍ يحمِلُ آهِها و آهٍ مِن صاحِبَةِ رائِحَة الرّحم...
و تمنٍّ لعدمِ حضورِ يومها قُبيل يومِنا فلا طاقة لنا به...
تمنٍّ لإنهاء المعاناة...
تمنٍّ يمنعه غضب الخالق تارة...
و تمنعه سهام المجتمع الذي هو سببا لتلك التمنيات تارة أخرى...
فاضَ التمنّي حتى جف الشجر...
و سقط الورق أرضا و ذلّه المطر...
و في الإرادة و فطرة حب الحياة تمنٍّ لزيادة العمر لزيادة خبرتنا و علمنا و تحقيق ما ضاع في السابق...
قد كانت بين قوسين أعلاه بتأكدي أن القارئ ما أعارها انتباهه بين زحمة التمنيات...
لكننا عشقنا السلبية بقليل من الإيجابية بداخلنا...
نعم...
هذا حالنا...
الذي أدى إلى العنوان بابتدائيَ بالموت أولا...
(الموت و زيادة الحياة)
لكنها قالت:
هل جرّبتَ حالة الروحانية قبيل الموت؟
فقلت: و ما أدراني... فقالت: أنا أدري فأنا ذات خبرة بابتلاع المبيدات و المنظفات و ابتلاع الأدوية...لكنها كانت بجانبٍ أُنثوي ف أدّت كلها إلى محاولات فاشلة...
فقُلتُ: و أينَ أنتِ من الجانب الذكوري؟
لترد:
لقد ماتت الأنثى فأنا الآن بمئة رجل...
ف إما بسلاحٍ ناري
و إما عن ارتفاعٍ شاهق
ولا زلت لا أدرِ أيهما أسبق بما سرَدْتَّ لي أنتَ:
الموت أم زيادة الحياة
فقلت لها: إنه الضَّعف
فقالت: بل جبروتُ أنثى
فانخَرَسْت.