مشكلة الدكتور عبد الله الزعبي
د. محمود عبابنة
11-12-2021 02:06 PM
قابلت الدكتور عبد الله الزعبي مرة واحدة قبل حوالي اربع سنوات على ما اذكر وكانت في قصر العدل، وكان ينتظر محامي الجامعة ليؤدي الشهادة امام احد القضاة على موضوع قضية تخص الجامعة وحتى حضور محامي الجامعة تحدثنا حوالي نصف ساعة تقريباً، سألته ومن معي عن جامعة البلقاء ومشاريعها وتطورها، فتحدث الينا بايجاز عن أحلامه ومشاريعه للنهوض بالجامعة والانتقال بها الى ذرى المجد والفخار، وتحدث لنا عن تخصصات لم نكن على دراية بها ومنها الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وتحدث عن التخصصات الخاملة المشبعة وعزمه على الغائها وتفريزها وأسهب في موضوع حوكمة الجامعة وإعادة الهيكلة ومعالجة المديونية الثقيلة وعن أشياء أخرى، وغادرنا.
ولا أخفي أنني وبعض الزملاء وصفناه بالحالم على ضوء ما نرى في بعض الجامعات التي تزداد مديونيتها سنة بعد سنة وتتردى مخرجاتها فوجاً بعد فوج وتتدنى مستوياتها جيلاً بعد جيل، وبقيت مقابلته القصيرة في الذاكرة حتى شهر أيلول من هذا العام، حيث شاءت الصدفة أن ألتقي مع عدد من العاملين في الجامعة اثناء زيارة لأحد الأساتذة في الجامعة، فهالني ما رأيته من تنظيم ومبانٍ ومساحات خضراء، وفي الزيارة تم التطرق لما يحصل في جامعة البلقاء كجزء من الحديث العام، وتحدث أساتذة موثوقون عن النجاحات والإنجازات التي حققها الدكتور عبد الله وفريقه، وأكدوا انشاء كلية الذكاء الاصطناعي والامن السيبراني، وعن الهيكلة الرشيدة لأجهزة ومؤسسات الجامعة وبالذات هيكلة الكليات التقنية، ليس في موقعها الرئيسي فقط، وإنما في سائر الكليات المنتشرة في باقي المدن، يوم الأمس حدثني أحد موظفي الضمان الاجتماعي عن الدراسة التي نُفذت مع الضمان الاجتماعي والتي أظهرت ان نسبة التشغيل لخريجي التخصصات التقنية على مستوى الدرجة الجامعية المتوسطة وصلت الى 96% وأكد لي هذا الصديق أن هذه الدراسة موثقة وتستند الى بيانات الضمان الاجتماعي، لكنني وللوصول الى الحقيقة وبعيداً عن المجاملة من زملائه الأساتذة العاملين فيها سألتهم عن مديونية الجامعة، فرّد أحدهم ان اهم انجاز يسجل لرئيسها هو تخفيض المديونية لأول مرة وبنسبة كبيرة وأن السنوات الآتية ستشهد ريعاً وتوفيراً على عكس ما يحصل في معظم الجامعات الرسمية.
يوم أمس تفاجأت بإعفاء الدكتور عبد الله الزعبي من رئاسة جامعة البلقاء وسمعت وقرأت أن مشكلته هو تطبيق القانون بحذافيره، عندها أدركت وعرفت أن هذه أصبحت مشكلة كبيرة وصعبة في بلدنا، وان الرئيس المعفى قد دخل عش الدبابير وتجاوز الخطوط الحمراء في الادارة الاردنية ولو قابلهُ اي ناصح يرى بالمنصب مغنماً وجاهاً لا يفرط فيه لخاطبهُ بالقول: لماذا يا دكتور عبدالله لم تخالف القانون وترضي فلان وعلان فتخرج سليماً من الأذى وحظك موفورٌ وعرضك صيّن، ألا ترى ان جبهة أعداء النجاح تسمن وتقوى وتتضخم في بلدنا بعد أن تسلحت بالمناطقية ونسج الاشاعات وفن الكيد والحسد ودق الأسافين، وأصبح بمقدورها التنشين والقنص في الظهر لأي مسؤول ومدير مبتكر وناجح ويحقق النتائج المشهودة بالمؤشرات الدولية والمحلية، لِتُرديه خارج الخدمة.
لا يوجد مسؤول او مدير او وزير كامل المواصفات وربما يقع في خطأ هنا او هناك، لكن المُحصلة التي يجب النظر إليها هو حال المؤسسة قبل وصول المسؤول وبعد خروجه منها، التطور والبناء الذي شهدته جامعة البلقاء بجميع فروعها هو حديث الناس والجامعات. ليست مسألة تطبيق القانون بحذافيره مشكلتك، لأن هذه فضيلة، لكن مشكلتك الحقيقية هي انك كنت رئيساً ناجحاً بامتياز لجامعة رفعت من شأنها بين الجامعات وأكد ذلك المؤشرات الدولية وتم ذلك بزمن قياسي وبنجاحٍ مشهود، وهذا له ضريبته.