وزارة الطاقة وانتاج الهيدروجين الأخضر
د. بسام الزعبي
08-12-2021 11:34 PM
من الجميل أن نستمع لبعضنا البعض لتحقيق مصالحنا الوطنية، ومن المفيد أن يعمل الجميع بروح الفريق الواحد لتحقيق هدف نبيل، وعلى الصعيد الاقتصادي هناك تكاملية بين الأفكار والتشريعات والتنفيذ على أرض الواقع، فالأفكار تطرح للنقاش والحوار، ومن ثم يتم الخروج بتوصيات للجهات المعنية، لوضع التشريعات التي تنظم هذه وتلك من الأفكار لتكون قابلة للتنفيذ؛ والتنفيذ هو النجاح الحقيقي لأي فكرة.
في بداية الشهر الماضي كتبت مقالاً في هذه الزاوية تحت عنوان (متى نستثمر بالهيدروجين الأخضر؟؟)، ليأتي الجواب بداية هذا الأسبوع، على لسان وزير الطاقة، خلال ورشة عمل علمية حول الهيدروجين الأخضر؛ نظمتها الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا، إذ أكد: أن الوزارة باشرت بإعداد استراتيجية واضحة تُمكن الأردن فنياً وتشريعياً من تطوير وإنتاج الهيدروجين من خلال الطاقة المتجددة.
كما أوضح وزير الطاقة أن الوزارة وقعت مؤخراً اتفاقية مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال؛ لتمكينها من انتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يوفر فرصة للمملكة لتصبح رائدة في قطاع الطاقة الخضراء من خلال إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.
التكامل بين الأفكار والتشريعات وآليات التنفيذ مطلوب لإنجاح المشاريع بكافة أشكالها، وإذا كانت الطاقات البشرية قادرة على الإبداع والابتكار في كل وقت وحين، فإن من شأن التشريعات الحديثة التي تنظم العملية الاستثمارية؛ أن تحفز رأس المال ورجال الأعمال والمستثمرين على تبني تلك الأفكار؛ لتكون مشاريع حقيقية على أرض الواقع، وبالتالي فنحن أمام عملية تكاملية تخدم الاقتصاد بشكل عام، وتساهم في تطوره وتقدمه ونموه.
ولا شك أن الجهات الرسمية هي المحرك الأساسي لتحقيق النجاحات التي تتم في مختلف القطاعات، إذ أن على الحكومات أن تتجاوب مع التطورات العالمية في كافة المجالات، وأن تقدم ما بوسعها من الدعم والتسهيلات لإدخال الأفكار الجديدة والتكنولوجيا والمستثمرين إلى بلدنا في كافة القطاعات، فالاقتصاد الأردني يمتاز بوفرة الأيدي العاملة المؤهلة والمدربة في معظم القطاعات الحيوية، ويجب علينا أن نسعى معاً لفتح الآفاق أمام الفرص التي يمكن أن يستقطبها الأردن في أي قطاع، وقد تكون التجربة الأردنية في اجتذاب شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية الكبرى أكبر دليل على إيمان تلك الشركات بطاقاتنا وكوادرنا المؤهلة.
الأردن يمتلك بنية تحتية بشرية هائلة، إدارية وفكرية وفنية، ويمتلك مساحات واسعة من الأراضي التي يمكن أن تحتضن العديد من الاستثمارات الكبرى، وعلى الجميع أن يقدم ما لديه من أفكار ورؤى من شأنها النهوض باقتصادنا نحو الأفضل، فإذا وجدت الإرادة تحقق النجاح، والأردنيون إرادتهم قوية، وقصص نجاحهم تنتشر في أصقاع الأرض... حفظ الله الأردن.
(الرأي)