اليوم العالمي للتطوع فرصة لتعزيز قيم الانسانية
الصحفي علي عزبي فريحات
08-12-2021 04:15 PM
يحل اليوم العالمي للتطوع الذي يحتفل به العالم في الخامس من كانون الأول من كل عام ليكون استثنائيا في ظل جائحة كورونا التي خلفت العديد من التبعات الصحية والاجتماعية وحتى الاقتصادية على العالم أجمع الأمر الذي جعل العمل التطوعي واجبا لمساندة الأسر المتضررة ودعم المتعثرين والعاطلين عن العمل.
تاتي اهمية نشر ثقافة العمل التطوعي باعتباره رافدا أساسيا للتنمية المستدامة ويعكس مدى وعي الشباب لدورهم في نهضة بلادهم ورفعتها وخصوصا ان العمل التطوعي يستمد جذوره من تعاليم الدين الاسلامي الذي يحث دائما على التعاون والتكافل والبذل والعطاء والإنفاق والمسارعة في الخيرات وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحفز على القيام بالمبادرات التطوعية.
الاردن يحتل مكانه مرموقة بين الدول في مجال العمل التطوعي الذي يساهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال الجديدة فثقافة العمل التطوعي أحد الأركان التي تعزز من قيم الإنسانية وارقى أشكال التكامل والتعاون والمحبة والعطاء الإنساني.
ويأتي اليوم العالمي للتطوع في زمن كورونا ليس فقط لشكر جميع المتطوعين على جهودهم المبذولة دون مقابل ورفع مستوى الوعي عند الناس من أجل زيادة مساهمتهم في بناء المجتمع وإنما للتأكيد على أهمية العمل التطوعي في الأزمات والوقوف إلى جانب المتضررين ليعلموا أن هناك من يقف بجانبهم ويساندهم.
جهود كبيرة يبذلها المتطوعون منذ بداية جائحة كورونا رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها القطاعات كافة إلا أن فعل الخير والتكافل والشعور بالآخر الذي يؤمن به المتطوعون تدفعهم باستمرار لبذل قصارى جهودهم لخدمة الآخرين دون مقابل ومساعدة أسر متعثرة.
كما يعتبر اليوم العالمي للتطوع فرصة فريدة للمتطوعين والمنظمات للاحتفال بجهودهم وتعزيز عملهم بين مجتمعاتهم المحلية والمنظمات غير الحكومية ووكالة الامم المتحدة والسلطات الحكومية والقطاع الخاص والتذكير بأهم مبادئ وقيم التطوع التي ترتقي بالعمل التطوعي من التلقائية والعفوية والعمل غير المنظم إلى العمل المهني المنظم الذي يساعد المتطوعين على المزيد من تحقيق الإنجازات في مجال خدمة الناس.
ويبدأ العمل التطوعي من الأسرة من خلال التعاون والتعاضد بين جميع أفرادها في حين تشكل المدرسة المؤسسة التربوية الثانية التي تشكل الركن الأساسي في عمليات الصقل والتطوير وتنمية شخصية الطفل من خلال تعزيز مهارات التعاون في الأساس ومن ثم تعزيز فكرة التعاون وتقديم الخدمات للآخرين.
وتعتمد فكرة التعاون في التنشئة على العمل التطوعي على تقديم الخدمات من دون مقابل مرتبطة بالأهداف الدينية والحياتية والاجتماعية واعتبار اليوم العالمي للتطوع جزءا من العقيدة والثقافة والفكر وتربية الأبناء عليها هي واجب المؤسسات الأسرية والمدرسية والإعلامية كافة.
وتزداد أهمية العمل التطوعي في ظل جائحة كورونا فالناس بحاجة الى التقارب الاجتماعي وتقديم المساعدات المتعلقة بالجوانب المادية ودعم الأسر المتضررة التي فقدت أعمالها في ظل الجائحة وتقديم الخدمات وترسيخ فكرة التعاضد والتكافل الاجتماعي والوقوف إلى جانب البعض لتجاوز هذه الأزمة.
مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة بحاجة إلى بذل الجهود والتعاون من الأطراف كافة للوقوف مرة أخرى بعد الانتكاسات الاقتصادية التي أثرت على فئات عديدة بسبب جائحة كورونا وخصوصا أن العمل التطوعي يعد من أهم الأفكار التي نعزز من خلالها المواطنة الإيجابية والمواطنة الفاعلة.
التطوع مهما كان مجاله والأسباب التي دفعت إلى القيام به فهو بالتأكيد جهد مكرم مهما كان مقدار تأثيره ويجب أن يتم تقديم الشكر لأصحابه لدفعهم إلى مواصلة مشوارهم به وتحفيز الأخرين على البدء فيه وهذا بالتحديد المغزى من وراء الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع.
نشكر المتطوعين كل في مكانه وبلده والذين يبذلون الجهود لجعل العالم اكثر مساواة وتسامحا كما نشكر الجمعيات التي عملت وساهمت في تنفيذ حملات الرش والتعقيم وتوزيع المواد الصحية من الكمامات والقفازات وغيرها.