الجاسوسان اللذان اكتشفا في لبنان ، وكانا يعملان في شبكة ألفا للهاتف الخلوي ، شكلا صدمة كبرى على أكثر من صعيد ، القضية متعلقة باعتقال ثلاثة تقنيين بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الاسرائيلية وهم يعملون في شركة الفا احدى شركتي تشغيل قطاع الاتصالات الخلوية ، أول المتهمين الجدد بالتجسس لاسرائيل يدعى ش. ق. وبات يعرف باسم جاسوس الفا الأول ، وثانيهما هو المنهدس ط. ر. ويسمى جاسوس الفا الثاني وهو الأبرز لأنه مسؤول محطات الارسال اذ انه يعمل في الشركة منذ العام ,1996 ويقال بأن المتهميْن زودا جهاز الموساد الاسرائيلي بكل أسرار شبكة اتصالات الفا بما أتاح لإسرائيل اختراق الشبكة على مستوى واسع لجهة تعقب المكالمات الهاتفية واصحابها على مدى سنوات ، أما المتهم الثالث فيقال انه كان موظفا سابقا في شركة الفا ايضا،.
حسب إحصائيات وكالة المخابرات المركزية الواردة في "كتاب حقائق العالم للعام "2009 بلغ عدد مستخدمي الهاتف في الأردن للعام 2007 نحو خمسة ملايين مشترك ، فيما تقول الإحصاءات الحديثة أن عدد مشتركي الهواتف الخلوية زادت عن عدد السكان البالغ نحو ستة ملايين نسمة ، وقل مثل ذلك عن بقية الدول العربية ، مثلا في غزة البالغ عدد سكانها نحو مليون ونصف المليون هناك مليون وربع المليون مشترك ، وفي الضفة الغربية رقم مشابه ، (رابط المعلومات لمن يريد الاستزادة هو ُْك.مَّفمًُّنَى.ّّّّّّ) ما يعني أن كل منا يحمل جاسوسه بيده ، حتى وهو يستحم ، إذ يحرص كثير منا على أخذ هاتفه الخلوي إلى أكثر الأماكن خصوصية: غرفة النوم،.
حين قرأت خبر ألفا وجواسيسها أصبت بالرعب ، أنت تتحدث عن مسألة في غاية الخطورة والخصوصية ، أنا لا أتهم أحدا ، التقارير المعنية تقول أنه من المتوقع أن يزداد مستخدمو الهاتف المحمول في المنطقة العربية هذا العام بمعدل أسرع من الأعوام الماضية لتصل الزيادة عن العام الماضي الى 28 مليون مستخدم جديد وهو ما سيرتفع بإجمالي عدد المستخدمين في هذا القطاع في المنطقة بأكملها ليتجاوز ال250 مليون مستخدم بنهاية العام الحالي ، والمخفي أعظم طبعا ، لنتخيل ولو لمجرد النشاط الذهني ، أن هناك من يبيع خصوصيات هؤلاء المشتركين للعدو ، ويفتح "على البحري" كل ما نتحدث به ، سواء كنا مسؤولين أو حفرتليين ، هذا التخيل يصيبنا بالدوار ، ماذا بشأن أسرارنا ومعلوماتنا الاقتصادية وخصوصيات دولنا هل هي متاحة للعدو بهذا الشكل المفضوح؟ هل نعيش في العراء بلا ملابس تسترنا؟ هل ثمة جواسيس يبعثون بكل ما نهمس به إلى أعدائنا؟.
سابقة شركة ألفا تفتح الأبواب على مليون احتمال ، وهي تدعونا لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لعدم تكرارها ، أو اكتشاف ما يشابهها ، فالمال يعمي القلوب ، وقيم الخير تتقزم أمام الإغراءات ، على أجهزتنا المعنية أن تُخضع كل من يعمل في الأماكن الحساسة في جميع شركات الاتصالات العربية إلى اختبارات أمنية صارمة ، كي نضمن أن لا يبيع الجواسيس أسرارنا للعدو،
الدستور