الإدارة علم وفن وإتقان في النهج السلوكي المتوازن والمدروس والحصيف الذي يستغل الموارد المتاحة برؤية وتدبير لتحقيق الأهداف المتوخاة باقصر السبل وأقل التكاليف. والأصل في الإدارة ان يكون روادها ممن توفرت لديهم الصفات القيادية من سعة الافق وسمو النظرة وشموليتها والخبرة والعلم والدراية وقوة الشخصية والقدرة على صنع القرارات الحكيمة الصائبة والقدرة على التأثير والاقناع والتوجيه للمرؤوسين وخلق قيادات بديلة للمستقبل.
ان الإدارة الناجحة يقودها أناس استقامت نفوسهم وعزت مواقفهم وغلبت عليهم سمات اصيلة تعطي الاولوية لمصلحة الوطن وتغلبها على المصالح الشخصية آلانية وعدم الانجرار وراء النزوات والهفوات والانحرافات المبنية على الواسطات والشللية والتنفيع والتزلف وصلات المصاهرة والقرابة والميول الطائفية والقبيلة والجهوية.
الإدارة القيادية بما تحمله من أفق واع وبصيرة بمصلحة الوطن ونبل في الخلق والتزام بمنظومة القيم الشاملة تنأى بنفسها عن الوقوع في الترهل الإداري وإقامة هياكل ادراية ومؤسسات شكلية وحشوها بكم هائل من المديرين والموظفين الذين يشكلون بطالة مقنعة وعبئا على موازنة الدولة دون إنتاج يرتجى او تطوير يجتبى.
وبنظرة موضوعية إلى الإدارة فإن هناك مؤسسات أنشئت لأجل إيجاد مناصب قيادية لفلان او علان وارضاء هذا أو ذاك وتنفيع فئة على حساب فئة وفرخت هذه المؤسسات جيوشا من الموظفين برواتب عالية واشغلت مبان وزودت بتجهيزات شكلت عبئا كبيرا على موازنة الدولة على الرغم من عدم الحاجة إليها وأصبح التخلص منها معضلة غير قابلة للحل.
وعلى اية حال فلا بد من إعادة النظر بهذه المؤسسات والتخلص منها بالتسكين والمناقلة حتى يتم تفريغها بالكامل ودمجها في بقية الوزارات والدوائر وعدم تكرار هذه التجربة المؤلمة المجحفة بالوطن.