السياسة هي فن الحكم وأساليب رعاية الشؤون الداخلية والخارجية للدولة وأركان الدولة هي الأرض والشعب والسيادة والسلطة وهي في منحى آخر قوة التأثير والعمل في دفع عجلة الحياة واعطائها الاستمرارية في الوجود والبقاء.
وهناك السياسة الايدولوجية وهي مجموعة المعتقدات والتوجهات التي ترسم الخيوط السياسة والأفعال والمواقف حيال قضايا معينة واحداث دولية وأما سياسة الاحتواء فيغلب عليها طابع اللجوء إلى الأساليب الدبلوماسية والمحادثات والمفاوضات بديلا لاستخدام القوة العسكرية والسياسة الاقتصادية التي تبحث في كيفية إدارة الاقتصاد وتحديد الضرائب وأسعار الفاذدة وعرض النقود وأساليب الاستثمار.... الخ.
أنفاق السياسة ودهاليزها كثيرة وخطوطها متعرجة ويتولاها الحاكم وأعوانه من الوزراء والمستشارين ومن يستعان بهم في هذا المجال. وهي بحر من الفن والاجتهاد وصياغة المواقف والقرارات وفقا لمصالح الدولة وموازين القوى وهي تتغير وتتبدل وتتحور مع هبوب رياح التغيير في مواقف الدول الأخرى والتكتلات والاحلاف واختلاف مراتب القوى الضاغطة.
وليس هناك موقف ثابت او قرار لا يشمله التغيير وإنما يسير مع توجه المصلحة وتبدلها فلا عداوة مستمرة ولا صداقة مستمرة وكثير ما يمارس فيها الخداع والكذب والتدليس والاحتيال وكثير ما تصدر تصريحات ظاهرها اتجاه معين وباطنها اتجاه اخر وأقوال معلنة وبواطن مضمرة والتمويه والتضليل عنصر اساسي وفعال.
واذا كان هذا أمرا مقبولا في السياسة الخارجية فإنه غير محمود في السياسة الداخلية المبنية على تحقيق مصلحة المجتمع ومصارحة الناس بالواقع وعدم التدليس على مصالحهم وهذا يحتاج من السلطة ان تكون شفافة وموضوعية وذات مصداقية لتبقى جسور الثقة قائمة بين الحاكم والمحكوم وللحفاظ على ديمومة السلطة وقوة الدولة.