العنف ضد المرأة هو أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺘﻬﺪيد ﺑﺄﻓﻌﺎلٍ من هذا اﻟﻘﺒﻴﻞ أو اﻟﻘﺴﺮ أو اﻟﺤﺮمان اﻟﺘﻌﺴﻔﻲ من اﻟﺤﺮية ﺳﻮاء ﺣﺪث ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة العامة أو اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ اﻟﻤﺮأة ذو اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﻨﻮع اﻟﺠﻨﺲ هو اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻤﻮجه ﺿﺪ اﻟﻤﺮأة ﺑﺴﺒﺐ كونها امرأة أو اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺬي يمس اﻟﻤﺮأة ﻋﻠﻰ نحو جائر وتؤكد التفسيرات التقدمية للتعريف الوارد في إعلان الأمم المتحدة أن أفعال الإغفال, مثل الإهمال أو الحرمان يمكن أن تمثل أشكالاً من العنف ضد المرأة كما تذهب بعض هذه التفسيرات إلى أن العنف الهيكلي وهو الأذى الناتج عن تأثير تنظيم الاقتصاد على حياة النساء يندرج ضمن أشكال العنف ضد المرأة.
وقد يتخذ العنف ضد المرأة طابعاً بدنياً أو نفسياً أو جنسيا، والعنف اشكال منها العنف الجسدي والذي يتمثل بأي إساءة موجهة لجسد المرأة من لكم، صفع، ركل، رمي الأجسام الصلبة، استخدام بعض الآلات الحادة أو التلويح بها للتهديد باستخدامها. والعنف النفسي والمعنوي والدي يتجلى في التقليل من أهمية دور المرأة من خلال إطلاق بعض الألقاب عليها ونعتها بصفات لاتليق بكائن بشري فالسب والشتم والتهميش والهجر والإهمال كل أشكال العنف الموجه ضد المرأة.
واﻟﻌﻨﻒ اﻟﻨﻔﺴﻲ الذي يعرف ﻋﻠﻰ أنه أي ﺳﻠﻮك يعمل ﻋﻠﻰ منع اﻟﻤﺮأة من ممارﺳﺔ أﻋﻤﺎل ﺗﺮﻏﺐ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ مثل اﺳﺘﻜﻤﺎل اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ أو اﻟﺨﺮوج ﻟﻠﻌﻤﻞ أو اﻟﺘﺰويج. اما العنف الجنسي ﻗﺪ يتبادر إﻟﻰ اﻷذهان ﺑﺄنه اﻻﻏﺘﺼﺎب ﻓﻘﻂ إلا أن الاغتصاب هو أحد أشكال العنف الجنسي ضد المرأة وأﻗﻠﻬﺎ ﺣﺪوثا ﻓﻲ مجتمعنا وهناك أشكالاً أخرى من العنف الجنسي والذي تتعرض له المرأة بشكل يومي ويعرف العنف الجنسي على أنه أي فعل أو قول يمس كرامة المرأة ويخدش خصوصية جسدها من تعليقات جنسية سواء في الشارع أو عبر الهاتف أو من خلال محاولة لمس أي عضو من أعضاء جسدها دون رغبة منها.
بذلك ﻟﻢ ﺗﻌﺪ مشكلة اﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ اﻟﻤﺮأة مخبأة ﻓﺎﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﺗﺰايد مستمر وأشكاﻟﻪ أﺻﺒﺤﺖ متعددة كما وﻗﺪ أﺻﺒﺢ موﺿﻮع اﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ اﻟﻤﺮأة وما يتعلق ﺑﻪ من مفاهيم مختلفة موﺿﻮع اهتمام وﻗﻠﻖ ﻟﺪى اﻟﻌﺪيد من دول اﻟﻌﺎﻟﻢ وهذا نتيجة ﻟﺰيادة اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻤﻮجه ﺿﺪ اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ مختلف أنحاء اﻟﻌﺎﻟﻢ واﺗﺨﺎذه ﻷشكال ﺣﺪيثة ومتعددة إﻻ أن اﻟﻘﻠﻴﻞ من دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﺧﻄﻮات ﻟﻤﺠﺎﺑﻬﺔ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء. وتعد اﻷردن من اﻟﺪول اﻟﻤﺘﻘﺪمة ﻓﻲ مجال مجاﺑﻬﺔ اﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ اﻟﻤﺮأة ﺣﻴﺚ ﺑﺪأت مؤﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪني مبكراً ﻓﻲ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻰ مشكلة اﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ اﻟﻤﺮأة.
وتعد اﻟﺒﺮامج اﻟﻤﻮجودة ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻠﺺ من اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ من أهم اﻟﺒﺮامج ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ مثل ﺑﺮنامج اﻹرشاد اﻟﻬﺎﺗﻔﻲ اﻟﻘﺎنوني واﻟﻨﻔﺴﻲ واﻻجتماﻋﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻻﺗﺤﺎد اﻟﻤﺮأة اﻷردنية وهو أول ﺑﺮنامج ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ متخصص ﺑﻬﺬا اﻟﺸﺄن كما ويوجد اهتمام ﺣﻜﻮمي ﻓﻲ موﺿﻮع اﻟﻌﻨﻒ يظهر من ﺧﻼل ﻋﺪد من اﻟﻤﺸﺎريع اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ مجاﺑﻬﺔ اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺳﺮي منها إدارة ﺣﻤﺎية اﻷﺳﺮة.