انظر حولك أينما كنت ، في البيت أو في الشارع أو السيارة سوف ترى ألواناً متعددة ، وأشكالاً مختلفة ، فالعالم الذي نعيشه ليس لوناً واحداً ولا شكلاً واحداً ، ونحن البشر أيضاً لا يمكن أن نكون شخصاً واحداً بملامح واحدة وسلوكٍ مشترك ، وهذا ما يميز كل فرد منّا عن الآخر فأنا لست أنت ، ولا أطلب منك أن تكونني فكل شخص له لونه وشكله ، ولكن عليك أن لا تكون متعدد الألوان ، كن واضحاً بلونك الذي يمثله سلوكك الإنساني ، ولا تمل حيث الرياح تميلُ.

في السياسة ثلاثة ألوان ، الأبيض والأسود والرمادي وهذا اللون الأخير تراه مرّةً أبيضَ وتراه مرّةً أسودَ فلا ثبات عنده على موقف ، وهذا الأمر لا يتوقف فقط في السياسة لكنه ينسحب على سلوك الفرد الرمادي في كل المواقف الاجتماعية والدينية والاقتصادية ، والخوف أو الحرص من الشخص الرمادي أمرٌ واجب ، وعلينا أن نرصد مواقفه المتبدلة المتغيرة ، ويقولون إن المال يغيّر ، وإن المناصب العليا تُغيّر ، لكنني مقتنع أن كل ذلك لا دور له إذا لم يكن لديك استعداد للتغيير والتبديل ، فرسولنا عندما كان راعي أغنام كانوا ينادونه الأمين وحين أصبح نبي الأمة بقي يُسمى الأمين ، فكن أنت كالشجرة التي لا تبدّل ثمارها ، و كن لوناً واحداً واضحاً أسود أو أبيض ولا تكن رمادياً .