خسارة موجعة تلك التي تعرض لها منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام منتخب المغرب الشقيق في بطولة كأس العرب التي تقام في قطر يعكس واقعاً مؤلماً في سلبيات الإدارة التي تجتاح البعض من مؤسساتنا الوطنية ويدفع ثمن تقصيرها أمام فرص النجاح مواطن أردني أحب وطنه حتى الثمالة لعل وعسى أن يرى بصيص أمل في تغيير نهج في الإدارة مختلف عما عهده يرتقي بالوطن والمواطن إلى اعلى مراتب التقدم والازدهار.
وفي غياب الإنجازات المأمولة والتي تُحدث فرق في حياة المواطنين لا أن تتركهم في مهب الريح يواجهون مصيراً قائماً في المجال الاقتصادي في ظل مديونية مرتفعة جدا وبطالة مقلقة في القطاع الشبابي تقترب من خمسين في المائة يبحث المواطن دائما عن فسحة أمل حتى لو كانت معنوية وهذا ما انتظره جميع الفئات العمرية من الشعب الأردني وهي تتمسمر أمام الشاشات تُمني النفس بأن ترى ما يسرها ويرسم البسمة على محياها ولكن كانت الصدمة مؤلمة بهذا الأداء المخيب للآمال بالرغم من التحضيرات الإعدادية للبطولة داخل الأردن وخارجه والدعم المالي "المجزي" من خزينة الدولة وهي بالضرورة من جيوب المواطنين لم تحقق ما كان ينتظره نشامى ونشميات الوطن.
لعدم الإختصاص لن ادخل في الناحية الفنية والتكتيكية لتحليل أسباب الخسارة فالمهم في هذه الحالة النتيجة وإسقاطها على مجمل إدارت بعض المؤسسات التي تتشابه في نتائجها غير المقبولة والتي اوصلت البلاد في بعض المسارات الى حالة من عدم الأتزان بفعل "نظريات مستوردة" وجداول لوغاريتم مبتدعي مصطلح "كلشي تمام" ليستمر نهجهم اللامعقول وغير المتسق مع أبسط مبادئ فن تحقيق النجاح.
الفوز في كل مناحي الحياة امر إعتيادي ومطلوب عندما تتوافر الإرادة الحقيقية في سبيل تحقيقه. وتقبل الخسارة أمر إيجابي عندما تكافح بكل الإمكانات المتاحة لتجنب إستحقاقها أما أن تكون الخسارة على عموم إطلاقها في أي استحقاق وفي بعض القطاعات بفعل إدارات لا تمتلك أدوات الحكمة والحنكة والدراية في تسيير الأعمال وكل مؤهلاتها أنها تتسيد هذا المنصب أو ذاك بحكم استمرار الوجاهة أو الترضية او الواسطة والمحسوبية لهو قمة الإستهتار في الوطن ومقدراته ويجب أن تكون هناك وقفة صادقة من المسؤولين المعنيين لتصويب الوضع.
حمى الله الأردن واحة أمن واستقرار ، وعلى أرضه ما يستحق الحياة .
* ناشط وكاتب أردني