جاء زمان علينا وظهر أكثر من كاتب وصحفي حاولوا "استنساخ" ثنائية "عبد الناصر / هيكل".
والحقيقة، فإن ذلك حدث في الوطن العربي وليس عندنا فقط.
وللأسف فإن تلك "الظاهرة" لم تنجح، لاسباب عديدة. ابرزها ان هؤلاء "المقلدين" نسوا ان "علاقة الصحفي بصاحب القرار.. امر نادر وما كان بين هيكل والرئيس جمال عبد الناصر ليس له مثيل بسبب الاحوال والظروف التي عاشها الاثنان في بداية الخمسينيات من القرن الماضي.
فلم يكن "الأستاذ هيكل" تابعاً للرئيس، بل كان "صديقاً" له.. وكما استفاد "هيكل" من تلك العلاقة، كانت "استفادة" الزعيم " اكثر.. بحكم ثقافة وشخصية " الصحفي هيكل " الاستثنائية والتي لم ولن تتكرر.
ويتجلّى ذلك في معرفة "تاريخ العلاقة" و"خصوصيتها" والاهم، مرحلة "ثورة يوليو 1953.. بتفاصيلها، حيث كان "هيكل" مخزن المعلومات الصحفية والسياسية لرجال الثورة ومعرفته بتفاصيل ما يجري في "حرب فلسطين" عام 1949.. عندما كان "عبد الناصر" ضابطا في الجيش المصري والتقى "هيكل" بالصدفة وتكرر اللقاء بعد أن أصدر هيكل كتاب "ايران فوق البركان".. وجاء عبد الناصر طالبا الكتاب من هيكل.
وهكذا بدأت العلاقة ونمت بشكل تدريجي وليس كما حدث مع "المتهيكلين".. الذين اقتربوا او حاولوا التقرب مع اصحاب القرار بطريقة مختلفة.
فلم يكن بين "هيكل" الصحفي و"عبد الناصر" الرئيس علاقة "رسمية" بل تطورت إلى صداقة، بحيث ان "هيكل" كان يخاطب "الرئيس" بـ "جمال".. ولم يناديه بـ سيادتك او "افندم" الاّ في ثلاث مناسبات.. وكان ذلك يثير "الاستغراب" من الحاضرين في مجلس قيادة الثورة ومن عبد الناصر نفسه.
* "المصدر كتاب يوسف القعيد" عبد الناصر والمثقفين والثقافة.. محمد حسنين هيكل يتذكّر".
بينما نجد "الأساتذة" الذين حاولوا "استنساخ" ظاهرة "هيكل / عبد الناصر" قاموا بمحاولات يغلب عليها التقرّب وأحيانا "التزلّف" بحثا وطمعا بتحقيق "مكانة ومصلحة".
ولهذا فشل هؤلاء.. رغم كل ادّعاءاتهم وقصصهم.
علينا أن نعترف أن "علاقة هيكل وعبد الناصر".. لن تتكرر ..
تماما كما أن هناك في العالم "عبد الناصر" واحد.. و"هيكل" واحد..!!