منذ مئة عام، والاحتفالات بميلاد السيد المسيح قائمة في هذا الوطن الحبيب، الذي نحتفل بميلاده الحديث للمرة المئة كذلك. وذكرى الميلاد هي لتجديد الهمم والمعنويات والتصميم لخدمة الوطن الواحد، والانسانية جمعاء، بكل ما أوتي الانسان من مواهب وامكانيات ايجابية.
وفي هذه الأيام التي يختلط فيها الخوف من ابن جديد مولود لكورونا، أسماه العالم أوميكرون، ومع فرح عيد الميلاد المتجدد، وفرح وفخر الوطن بمئويته التي تستمر فيها المسيرة، وتتواصل الدروع والأوسمة لمستحقيها من الذين خدموا الوطن طوال الفترات الأولى من عمره المديد، نشكر الله العلي على كل شيء. ونتطلع إلى أن ترفع الصلوات في عيد الميلاد الذي تم توحيده في الأردن منذ عام 1975، وصارت أية دولة تريد توحيد الاحتفال بالعيد، بين مختلف الكنائس، يقول سكانها: «نريد أن نصير مثل الأردن». وسترفع الصلاة بإذن الله عشية العيد ويومه من أجل شفاء العالم، وزوال الغمّة عن كاهل الانسانية التي تدخل الميلاد الثاني (ولربما هو الثالث) ووباء الكورونا موجود ويصيب أجساداً عديدة، لا بل قد أزهق العديد من الأرواح.
وترفع الصلاة كذلك من أجل نموّ الانسان الروحي، والقضاء على الفيروس الذي يهدّد النفوس والأرواح والضمائر. عنيت به فيروس الخطيئة وبناتها وأبنائها الحسد والفساد بأشكاله والكبرياء وحبّ الانتقام ورفض المصالحة والتسامح. فالعيد في جوهره روحاني، ويسهم في نمو الانسان المؤمن الروحي، ليكون قادراً على محاربة الفساد والمراءة.
وترفع الصلاة كذلك، مترافقة مع ترانيم العيد وبهجته وأنواره، في كنائس المملكة وعند أقدام الأشجار المنارة، من أجل الوطن–الأسرة الكبيرة، والمتحدة من أقصى الشمال إلى الجنوب، لكي يبقى الوطن الانموذج الذي يعبر بوّابة المئوية الثانية كبيراً وحاضناً ومستمراً في التطوّر والإعتناء بالإنسان الكريم والمحب لوطنه وقيادته الهاشمية، والتمسّك بكنز وحدته الوطنية. فعندما ننظر إلى مئة سنة من عمر هذا الوطن، نحتفل بالميلاد الذي أصبح في عام 1999 وفي أول أشهر اعتلاء جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين العرش السامي، عطلة وطنية لجميع المواطنين، بعد أن كان محصوراً للطلاب والموظفين المسيحيين، وفي كل عام على مدار قرن تشكر الاسرة الاردنية الله العلي على نعمة الأمن والأمان والأمانة والإيمان.
وفيما سترنم السيدة ماجدة الرومي بعد أيام في كنيسة قلب يسوع الأقدس في قلب العاصمة الحبيبة عمّان، للميلاد والمحبة والسلام، تحت شعار «وعلى الأرض السلام»، في أمسية صلاة تقدّمها «سفيرة النوايا الحسنة» من أجل الطلاب الفقراء، في مدارس البطريركية اللاتينية، وفيما تُقام البازارات ومنها في الكنيسة ذاتها وقد أطلق عليه «بازار مئوية الأردن»، فإننا ندعو اله المحبة العظيم أن يحفظ الانسانية ويشفيها، وأن يحفظ الوطن الحبيب بقيادته وشعبه، وترابه ومائه وترابه المقدّسين، وأن يحفظ جميع المرنّمين والمحتفلين والمصلين والمعيّدين والمعايدين، في كنف النور والمحبة والسلام. ميلادا مجيدا يا أبناء المئوية الاردنية العزيزة.
(الرأي)