ما دمنا في ظلال المئوية فلا بد من المكاشفة اذا أردنا الحياة الأفضل والمستقبل الأفضل والأردن الأقوى . المكاشفة لا تعني التطبيل والتزمير والقول.
" كل شيء تمام سيدي " ، ولا تعني إقصاء الناصحين وتوجيه التهم لهم فسياسة تلبيس الطواقي قديمة ومكشوفة والقول " يا سيدنا هؤلاء لا يحبونك " قول تعوزه المصداقية وبخاصة إذا صدر عن مستفيدين لأشخاصهم ، ومستريحين بكراسيهم من وزراء أو نواب أو مدراء أو مستشارين ونحوهم من " اللابدين على الرواتب الفلكية".
مستشارين لم نسمع لهم مشورة قدمت الأردن سنتيمترا" واحدا" وكل همهم أخذ أراض في الأغوار والعالوك والعقبة وعجلون لا أشبعهم الله أصحاب البطون الجرباء.
نحن لا ننكر أية إيجابية يقرها العقلاء ويشهد بها الواقع لكن خديعة الذات تتم حينما نصور عمان او غيرها من المدن الأردنية عام ١٩٢١ ونقارن مع عام 2021 فهذه مغالطة كما يقول علماء المنطق ، فتغيّر المنظر يجب دراسته وأنه وقع خلال مائة سنة وليس عبر عدد قليل من السنين . بنينا الجامعات لكن هل التعليم على سوية مرضية؟ بنينا مستشفيات فهل هي مقصد المسؤولين حين يمرضون ؟ بنينا المدارس فهل مستواها التعليمي ووضعها المكاني ومرافقها تليق بالمائة سنة ؟ عندنا برلمان فهل المسؤول نفسه يحترم البرلمان حينما يشتري ذمة نائب ؟ وهل يحب البلد من يزور الانتخابات؟ وهل نسبة القناعة عند الناس بالنزاهة عالية ؟ لماذا لا يقود الانتخابات قال مشهود له بالنزاهة والكفاءة وليس من له موقف من اتجاه أو مع اتجاه.
تتشكل عندنا حكومات فلماذا نعمد إلى الشخص الضعيف لنمرر من خلاله ما يريد مُدّعو حب الوطن والمخلصون له وحدهم ؟ المؤسسة الواثقة من نفسها تثق بأبنائها القادرين وليس بالمطيعين المرتعدة فرائصهم الذين لبسوا أثوابا" كبيرة عليهم فظهروا بشكل مضحك مثل "فطوطة" أو كاركاتير ساخر لإضحاك الناس.
هل لعبة تغيير الأشخاص تخدم البلد أم المطلوب تغيير النهج ؟ قديما" قيل: انك لا تجني من الشوك العنب ، وتغيير الأشخاص لا يعني سوى الخسائر المتكررة من ذبح النفقات وغياب الموقف الوطني والتبجح بالباطل ، فليس لهم برنامج وطني في الحد من المديونية ولا الحد من ارتفاع الأسعار ولا معالجة البطالة ولا الحوار مع الناس إلا بلغة التهديد والوعيد.
اذا تغير النهج فسنكون أمام رجال دولة يدعمون البلد ويساندون الأمن فيلتفت الملك للعلاقات الدولية لانه أسند المهام لرجال يركن إليهم ويعتمد عليهم ويؤمن بقدراتهم وليس مثل أولئك الذين كلما عطسوا قالوا : بتوجيهات الملك.
تغيير النهج يجعلنا نتعامل مع الشعب بالصدق والمصداقية وما دام المرشح مستوفيا" شروط الترشيح فمرحبا" به اذا فاز في الانتخابات النزيهة ايا" كان توجهه السياسي . نهج الاستزلام يجب أن يتوقف ، واستخدام الصغار بائعي المواقف لا يفيد بلدي.
هؤلاء الصغار نرى ثمارهم المرة في الاقتراحات الجوفاء التي يقدمونها من تعديلات دستورية لا تصب في مصلحة البلد والملك نفسه، ولا اقتراحاتهم التي أدت إلى تأميم المساجد وتحويل الخطيب إلى ريبوت بحجة ابعاد الحزبيين مع أن الحزب تم ترخيصه ، ومع أن أي حزبي لا يستطيع أن يقول على المنبر سوى الاسلام ، وقد رأينا من رأينا من الممنوعين لا علاقة لهم بالأحزاب ، فلماذا هذا التشويه؟ لماذا هذه المغالطات؟.
تغيير النهج ليس ترفا" بل مطلب وجودي فالمخاطر حولنا حقيقية، والأجيال في طريق الضياع ، والأسر تتفكك، والاقتصاد يتهاوى ، والأخلاق في انهيار تحت نطاق المخدرات والمسكرات.
لا بد من تغيير النهج ولا يمكن تغييره إلا بأمر من جلالة الملك الذي ننتظر قراره.