من (سَمّعنا صوتك) إلى (عيرنا سكوتك)
احمد ابوخليل
17-07-2010 03:47 AM
واحدة من حملات وزارة التنمية السياسية الهادفة للترويج للانتخابات النيابية تحمل شعار "سَمّعنا صوتك".
في مقالات سابقة (ليس مطلوباً من أحد غيري أن يتذكرها), كنت قد كتبت أكثر من مرة عن مرحلة "سمّعنا صوتك" التي تتكرر مع كل انتخابات وتستمر لعدة أشهر تليها مرحلة "عيرنا سكوتك" التي تستمر لسنوات ما بين انتخابين.
الواقع أن مطلب "سمّعنا صوتك" كان في الأصل مطلباً أهلياً يتبناه المرشحون وأنصارهم الذين يلحون على الناخب أن يسمعهم صوته, ففي عدة انتخابات سابقة لم تكن الحكومات بحاجة إلى حملات تحفيز واسعة لدفع الناس للمشاركة, لقد تنامت ظاهرة التكاسل الانتخابي تدريجيا في البلد, وهو ما جعل الحكومة تشارك الأهالي هذه المرة في حملة "سمعنا صوتك", وهي تجربة سوف تشكل نموذجاً على الشراكة الفنية أو "الطربية" بين القطاعين العام والخاص.
غير أن الإنصاف يدفعنا إلى لفت الانتباه إلى أن الحكومة ذات مزاج خاص في اختيار الأصوات التي ترغب بالاستماع إليها, فمن الملاحظ مثلاً أنها حتى في هذا الوقت, لا ترحب بكل الأصوات الانتخابية, فهي مثلاً لا تستمع إلى تهديد المعلمين بمقاطعة الانتخابات رداً على تجاهل مطالبهم. إن الحكومة هنا لا تريد سماع صوت المعلمين. إنها هنا تفضل شعار "عيرنا سكوتك" رغم أنها في ذروة مرحلة "سمّعنا صوتك".
كما ترون, فإن الحكومة تدير بشكل جيد عملية التداخل بين شعاري "سمعنا صوتك" و"عيرنا سكوتك", ومعيارها الوحيد هو الحرص على الطرب والتجلي.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم