موضوعية النظرة الى المرأة
عبداللطيف الرشدان
05-12-2021 10:43 AM
المرأة ليست احجية او لغزا او كنزا مدفونا في باطن الارض نسعى لاماطة اللثام عنها وكشف ما بداخلها وتحميلها حملا لا تطيقه او تقدر عليه وهي ليست موضوعا للاجتهادات والنزوات والروايات لتكليفها بواجبات شاقة او فرض اوامر عليها او تلقينها ما هو خارج عن كريم طبعها وسجيتها وما جبلت عليه من شيم واخلاق وفراسة وما انيط بها من مهمات تعرفها جيدا اكثر من ما ينادي به الصداحون من انحراف وتضخيم لكينونتها وعفويتها ومسارها الصحيح.
كثر الحديث عن تمكين المرأة وتحريرها مما جرت عليه السنن وتكليفها بادوار كبيرة خارج نطاق قدرتها وتضخيم امكاناتها وتعظيم مكتسباتها ومساهمتها في كل مجال يروق لامزجة المنظرين والخراصين وبائعي النظريات التجارية والخارقين للمروءة والمقلدين لكل ما هو مستورد من الافكار المنحرفة التي لا تليق بكرامة المرأة وعزتها وانوثتها.
المرأة ام واخت وزوجة وابنة خلقها الله بطبيعة تلتقي فيها مع الرجل في صفات وامكانات وشعور وتختلف عنه في صفات وامكانات وشعور يجعل بينهما حاجزا في المساواة المطلقة وازالة الفوارق الخلقية والسلوكية والمهام والواجبات.
ولعمري ان كرامة المرأة وحشمتها وكبريائها يفرض عليها ان لا تخوض في كل مضمار وان لا تضع نفسها تحت جميع الاضواء وان لا تقبل لنفسها الا ما ينسجم مع طبيعتها من كريم الصفات وصفاء ونقاء السريرة وحصافة الافعال واستقامتها مع الخلق الكريم.
لا نريد من المرأة ان تحمل معولا ثقيلا ولا ان تخوض عباب البحر بحثا عن سبل العيش وتحقيق الذات وان تخرج عن المألوف والمعروف والمستساغ وتحميلها عبئا فوق اعبائها وهجر اولوياتها وترك حسن صنيعها فهي مربية ومعلمة ومهذبة وموجهة لابنائها ومعينة لزوجها وراعية في ييتها وصانعة للرجال مكانها الاول منزلها ومملكتها الاولى بيتها ومن هنا تستطيع الانطلاق والعمل بما لا يغيب هيبتها ووقارها.
حريتها وسفرها وسكنها ومعاملاتها وبيعها وشراؤها وتنقلها وعملها يتحقق في اطار التوازن والتواؤم مع اخلاقها واستقامتها وحفظ نفسها وبما يليق بمقامها ومكانتها في المجتمع الوازن وضمن منظومة الاخلاق المرعية.
الابتعاد عن التنطع والمبالغة بدور المرأة وتحريرها واسناد مهمات ليست من جوهرها ولا مما يليق بها واجب مقدس ومعيار للموضوعية والسداد.