في دراسة أجريت مؤخراً أظهرت أن الأشخاص الذين يقعون فريسة الأزمات المرورية لساعات طويلة هم أكثر عرضة بنحو ثلاثة أضعاف للإصابة بالأزمات القلبية بالمقارنة مع الأشخاص الذين يسلكون طرقاً بها انسياب مروري، ويبدو من هذه الدراسة الحديثة أن الأزمات المرورية قد تتسبب في بعض الاحيان في زيادة نسبة إصابة الإنسان بالأزمات القلبية.

العديد منا يصل الى عمله صباحاً وهو بحالة يرثى لها نتيجة للأزمات المرورية التي نشهدها يومياً على الطرقات... فلم تعد هذه الإختناقات مرتبطة بأوقات معينة من النهار بل أصبحنا نراها على مساحات واسعة من ساعات النهار وحتى الليل؛ مما يشعرنا جميعاً بالتوتر، فعندما يعلق المرء منا وسط أزمة سير يصعب عليه التفكير بتأنٍ لأنه يشعر بأن الوقت يضيع منه، مما يشعره بالإحباط الشديد والعصبية نتيجة لإنتظاره الطويل حبيساً لهذه الإختناقات المرورية القاتلة!!.

يزعجنا جميعنا هذا التناحر والتزاحم على المسالك ويتجلى أقساها في التضييق على المارة وتصعيب الأمر عليهم أحياناً بمزاحمة الأطفال وكبار السن... فنجد أن هناك بعضاً من السائقين المستهترين الذين يصبح همهم الوحيد هو الإستحواذ على المسالك والطرقات والتعدي على حقوق المركبات الأخرى سواء بمزاحمتهم على الدواوير أو بتعمد التضييق على مسارب الآخرين خوفاً من أن يتقدم عليهم أحد، وكأن الطرقات العامة هي ملك خاص بهم وحدهم، متناسين أن الطريق العام هو حق للجميع وفقاً للقواعد والآداب العامة التي سنها قانون المرور العالمي!.

حالات مزعجة نشهدها يومياً على الطرقات؛ مما يستدعي دراستها دراسة عقلانية ووضع الحلول الرادعة لها؛ إضافة إلى تكثيف الإجراءات الرقابية والتوعوية للسائقين... فبسبب إستهتار بعض من هؤلاء السائقين أصبح الأردن يتصدر قائمة دول العالم في حوادث السير والتي بدورها تتسبب سنوياً في حصد آلاف الأرواح عدا آلاف الجرحى والمصابين الذين يصابون بإعاقات دائمة أو جزئيه بسبب السرعة الزائدة أو الإستهتار بالإلتزام بقوانين السير العامة... فالقيادة هي في الأول والأخير فن وذوق وأهمها الأخلاق.

هذه الأزمات الخانقة تتطلب من الجهات المعنية سرعة التركيز على المواطنين بأهمية استخدام وسائل النقل العام والعمل أيضاً على تحديثها بما يتلاءم مع المواصفات العالمية الحديثة، إضافة الى إعادة تأهيل بعض السائقين المستهترين بقواعد السير العامة... وكذلك البدء بتنفيذ مخطط شمولي مدروس لجميع القطاعات والوزارات والبلديات كي تقوم بنقل موظفيها يومياً عبر حافلات ضمن برنامج محدد ينطلق من مناطق معينة؛ مما يعمل على مساعدتنا جميعاً في التخفيف مما نعانيه يومياً على الطرقات، ويسهم مساهمة فعالة في التقليل من حدة الإختناقات المرورية التي تكاد أن تفتك بأعصابنا جميعاً!!..

Diana-nimri@hotmail.com

www.diananimri.com