الإهتمام المجتمعي الأردني والحضور الفرنسي
إيمان صفّوري
04-12-2021 07:19 PM
الأردن على مدى مئويته الأولى شكّل ملاذًا يقصده اللاّجئون الباحثون عن أمن وحياة هددتها نزاعات وتحديات جمّى، عدا ان الجغرافيا الأردنية لها دورا هامّا لربط الشرق بالغرب. ويواصل الأردن بالقيام بدور حاسم في الشؤون الجيوسياسية.
وتعدَ الأردن ثاني أكبر دولة مضيفة للاّجئين مقارنة بعدد السكان عالميًا، حيث يمثل اللاجئون أكثر من 30% من إجمالي السكان. عمّان،، هي المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الأردن، بمناطقها الغربية والشرقيّة.
و على الرغم من ذلك، تتجاوبّ المدينة بكفاءة لتلبية احتياجات المجتمعات الجديدة والمستقرة. وفي جميع أنحاء المدينة، يتم توفير الخدمات البلدية و الأساسية للأشخاص بغض النظر عن بلدهم الأصلي أو جنسيتهم.. في منطقة بدر نزال (حي جنوب وسط مدينة عمان) يسعى المعنيون لتحقيق التماسك الاجتماعي، نظرا لارتفاع أعداد اللاجئين المقيمين فيه وازدياد الضغط على الأماكن العامة التي تشمل الحدائق والمساحات الخضراء، و استجابة للنطاقات المتزايدة من احتياجات المنطقة، بدأت سنة 2016 شراكة بين الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) و أمانة عمان الكبرى (GAM) والصليب الأحمر الفرنسي (الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر) والهلال الأحمر الأردني (IFRC)؛ لتنفيذ مشروع بدر نزّال، من خلال تصميم مبادرات صغيرة قائمة على نهج التماسك الاجتماعي وتهدف إلى تعزيز صمود الفئات السكانية المستهدفة للمشروع، وتحسين ظروف المعيشة، وتوسيع التواصل الاجتماعي بين اللاجئين والمجتمع المحلي. اضافة الى إنشاء أنشطة مجتمعية وفرص لبناء القدرات.
و في مرحلة تخطيط امتدّت ثلاث سنوات سعى المشروع الى توفير وصول محسّن إلى الفرص الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للاّجئين و تعزيز وصول اللاّجئين إلى العمل والرعاية الطبية.
و خلق مساحات لقاء، حيث يمكن للأشخاص الالتقاء بشكل جماعي. حيث يتم توفير هذه المساحات من خلال البازارات الخيرية المحلية؛ عبر إعادة تأهيل الحدائق المحلية مثل حديقة الشورى؛ ومن خلال إنشاء برامج التواصل الاجتماعي مثل دورات كرة القدم التدريبية للأطفال. والتفاعل و المشاركة المجتمعية النشطة التي كانت إحدى اهم سمات للمشروع.
تلعب التجربةالاجتماعية دورًا مهمًا في الحفاظ على الثقافة. ولأهمية الثقافة وقيمتها الإنتاجية والروحية، للحضور الفرنسي دور مجمتعي من خلال الجمعيات، يساهم في التواصل و اثراء الخبرة، و تعزيز نشر اللغة الفرنسية التي تصنّف ثاني لغة أجنبية في الاردن.
تعدّ عمان Acceuil(الاستقبال) احدى الجمعيات الفرنسية في عمان، وهي عضو في جمعية غير ربحية في FIAFE - Fédération Internationales des Accueils Français etFrancophones d’Expatriés - التي تتمثل مهمتها في تنشيط المجتمع الناطق بالفرنسية في عمان. ويقدم مكتب الاستقبال أنشطة متنوعة: لقاءات قهوة وزيارات ثقافية واكتشاف مطاعم وحفلات وأنشطة ترفيهية أخرى، والجمعية متاحة لجميع المتحدثين بالفرنسية المقيمين في عمان.
نادي خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية Association desDiplômés des Universités et Instituts Français (ADUIF)
والذي تأسس في عام 1990 بهدف الجمع بين جميع الخريجين الأردنيين من فرنسا للقيام بأنشطة ثقافية واجتماعية بشكل مشترك. يتولى ADUIF وينظم أنشطة ومشاريع لتعزيز التعاون الفرنسي الأردني وتنشيط شبكة الخريجين السابقين من فرنسا في الأردن. وتتلقى الجمعية التي تضم قرابة 150عضوا دعمًا من السفارة الفرنسية في الأردن.
La DétenteJordanienne
وهي مجموعة تعاونية موجودة منذ أكثر من 20 عامًا في الأردن وتجمع بين الناطقين بالفرنسية والفرنكوفونية حول الأنشطة الاجتماعية والثقافية. وهي تخطط لتنظيم زيارات للمواقع الأثرية ومواقع البناء، ونزهات لاكتشاف المواقع الجيولوجيةوالطبيعية، والتجمعات والبطولات، والأمسيات الموسيقية والتذوق، فضلاً عن الأنشطة المرتجلة.
اتحاد الفرنسيين في الخارج (UFE)
Union des Français de l’Étranger
ويهتم UFE Jordan برفاهيةالشعب الفرنسي في الأردن بشكل عام وأعضائه بشكل خاص. وبهذه الروح تضع لنفسها الطموح لتنظيم أنشطة مختلفة والقيام بأعمال تضامنية خاصة. تعمل UFE في العديد من المجالات: القانون، الحماية الاجتماعية، الصحة، والمشاريع والمبادرات التي تربط البلدين في المجالات المتنوعة منها الثقة، التعليم، الضرائب، الأمن ...
التعاون الثقافي والاجتماعي هو نوع من الدبلوماسية المتبادلة بين الدول، كما أن الاهتمام المجتمعي من الأولويات التي توسَع المسار التعاوني بين البلدان. و الاهتمام الفرنسي بالاندماج الاجتماعي يظهر من خلال النشاطات وتنفيذ المبادرات والمشاريع المتعلقة بذلك. والأردن مثال يحتذى به في المشاركة المجتمعية والتواصل الثقافي بين ابنائه بقيم اجتماعية رائعة تمثّل آفاق ورؤى التعاون المشترك.