التعليم عن بعد ليس نزهة او استراحة محارب او تهرب من المسؤولية او إهمال متعمد يقصد منه التجهيل والتضليل كما يعتقد بعض المراقبين او أولياء الأمور او شريحة من المجتمع تزاول مهنة النقد والتشهير دون الوقوف على الأسباب الموضوعية لهذه الضرورة التي لها أحكام واستثناء عن القاعدة العامة التي تقول ان التعليم الوجاهي هو الوضع الطبيعي لحقيق المنفعة العامة.
لا يختلف اثنان على فاعلية التعليم الوجاهي والتفاعل ما بين المعلم والكتاب والطالب وممارسة الأنشطة التعليمية وأداء الواجبات اليومية تحت بصر المدرس ومتابعته الحثيثة والتقييم والتصويب والتحفيز الوجاهي.
ولكن ظاهرة إعادة تفشي وباء كورونا وازدياد اعداد المصابين بشكل ملموس ينذر بخطورة تردي الحالة الصحية اذا ما علمنا ان التقارب بين الناس والتقاط أنفاس بعضهم بعضا هو المؤشر الأكيد على تفاقم الاصابات وانتقال العدوى.
واذا كان من ضرورة للتعليم الوجاهي في مثل هذه الأحوال فيمكن التركيز على الصفوف المدرسية الثلاث الأولى ليكون التعليم لهم وجها لوجه ضمن منظومة التباعد والإجراءات الوقائية.
وأما بقية الصفوف المدرسية وطلاب الجامعات فبمستطاعهم تلقى التعليم عن بعد مع بعض الاستثناءات الضرورية التي تقتضي تطبيقها عمليا للمهارات وفي المخابر العلمية وبعض التدريب العملي وما خلا ذلك فالاسلم ممارسة العملية التعليمية بشكل آمن إلى أن تجف منابع هذا الوباء.
وهذا ينبغي معه أيضا وقف ومنع جميع التجمعات البشرية سواء كانت حفلات او مهرجانات او اجتماعات غير ضرورية وما شابهها.
آن الأوان لتطبيق هذا التوجه للحد من من هذا التفشي الذي ربما يشكل ضغطا غير مقدور عليه في المشفيات والمراكز الصحية.