أتعرفين يا سناسل الشمال ؟
فأسنا وبأسنا ؟
وسر موت السعد الذابح
الذي على الربوع بالرضى ينثال ؟
فاليوم يا حجارة البلاد
يرحل الحبيب تاركاً
لنا الجفاف في الحقول
تاركاً لنا الوجوه تحتمي
من ضربة الأحقاد
والتشرذم المقيت
في الرمال !!!
لأننا لم نحسن التعاضد
العظيم والأعمال
...........
بالله يا سناسل الشمال
وإرث مهجة البلاد والأكف
ترتجي مواقف الرجال
والحجارة الصماء قد تكلمت
معي
وسلمت بعينها وبعض تربة الصخور
هللت للخير والجمال
فهب في نفوسنا الدعاء من شمائل
النسيم !!
لا يود للأحبة الرواح أو يغادرون
مهجة المكان في ارتحال
أتعرفين يا حجارة الأجداد
كم نتوق لاحتضان وجهك التاريخ
في العقول والقلوب
والخيال ؟
أتعرفين حين ناحت السهول
حولك
امتطى عنانها الجفاف
والدموع في السؤال ؟
وقام بعض الخلق
يضربون فأسهم برأسهم
ويلطمون بعضهم بحارق النبال
وينتقون من حصى البلاد
طلقة ليزرعوا الوبال
في السهول والجبال ؟
أتعرفين فأسنا وبأسنا ؟
وسر موت السعد الذابح الجوال ؟
فاليوم يا حجارة البلاد
يحزن الشتاء تاركاً
لنا الجفاف والرمال
لأننا لم نحسن التعاضد
العظيم والأعمال
....
ولقد رأيت الزهر في أرض العروبة
قد أطل برأفة
نحو الربيع المنتشي
وكأنه ينثال بالعطر الشذي
على الرمال
كأنه خلع الثياب وغاب لون الزهر
في عمق الجحور مع الجذور
كأنه لم يفرش .
يا صبح ... قل أين الربيع
من الزهور
هل الزهور مع الربيع
أتت لحظ العرب من قنديل نار
للصدور
وللقبور فقط علينا تغتشي ؟
أم أن ذاك الزهر والعطر الجميل
نصبه في الرمل
والصحراء والكثبان تهوى المرتشي ؟
با رب هل خجلت زهور الكون
أم فزع الربيع من الدماء على ثرانا
حيث جاء وحط رحل الحزن
في الأرجاء
لا لم يفرش !
وهل انتظار الأهل في أرض العذاب
فقط أفاض على ثرانا
باليباب ؟
وضاع من بين الفصول
شذى الربيع المنعش ؟
(الدستور)