في الأخبار أنّ حفلة ملاكمة منقوصة كادت تكتمل خلال اجتماع قادة أحزاب المعارضة ، المخصص لمناقشة الأمر في فلسطين ، فانتقلت الاشتباكات من غزّة إلى عمّان ، وتحوّل الاجتماع التضامني مع الشعب الفلسطيني إلى ساحة إتّهامات.
وما بين كلمة "خونة" التي استخدمها أحدهم في وصف ظالم لحماس ، وما بين اسم بوش الذي أطلقه أحدهم على زعيم حزب معارضة آخر ، نبدو وكأنّنا فقدنا بوصلة الأخلاق السياسية ، وأوصلتنا الاصطفافات إلى نقطة مخزية من التعامل بين بعضنا البعض الآخر ، وكلّ ذلك بالطبع لصالح قضية القضايا ، قضية فلسطين.
وأتابع باهتمام ما يكتبه المقربون من حماس أو فتح ، وأحاول أن أتابع ولو القليل من النقد الذاتي ، ومحاولة فهم وجهة النظر المقابلة ، فلا أجد شيئاً ، بل مجرد اصطفافات ، وعنزات ولو طارت ، فلا أحد يسمع أحداً ، والكلام جاهز للردّ دوماً ، والطرف المقابل هو الذي فرّط في الحقوق ، أمّا طرفه هو فملاك لا يستأهل سوى الجنة.
وينسحب الأمر على الفضائيات ، والمعلقين والمحللين التابعين إلى هذه الجهة أو تلك ، فتكاد تحسبهم سيتعاركون بالأيدي مع أنّ الفضاء يباعد بينهم ، وهي حالة كما قلنا مخزية محزنة ، لا ينفع معها سوى اعتزال الفتنة من الصادقين.