هذا بلدنا .. وهذه حكومتنا
شحاده أبو بقر
30-11-2021 06:09 PM
الصدق ينجي من التهلكة، والتدليس والظلم والعياذ بالله، يورث الهلاك والندم ولكن بعد فوات الأوان. ويبدو أننا في زمن الصراع بين الصدق ونقيضه.
هذا زمن "الظلمة" الكثيرون الذين يجهدون في البحث عن سبب حتى لو كان "تافها"، لظلم بعض كبار المسؤولين، والسعي حثيثا لتشويه تاريخهم وأدائهم، والهدف في الغالب، ليس وطنيا، بل هو إقصاؤهم سريعا لعل الكرة تتدحرج إلى الأحضان.
مناسبة هذا الكلام، هو ما تتعرض له حكومة الدكتور "بشر الخصاونة" من "هجمة" تبدو كما لو كانت ممنهجة بين الحين والآخر بأسلوب التصيد الذي يحسب حتى الأنفاس والكلمات والصور وما شابه.
الصدق يقول، إن حكومة الدكتور الخصاونة، ورثت تركة ثقيلة جدا من حكومات كثيرة سبقتها، بعضها آثر التسكين وإكتفى بترحيل "المصائب" إلى من يأتي بعدها، وبعضها الآخر أنهك الحرث والنسل وغادر بحفظ الله بعد أن فعل ما فعل لتسنم المنصب.
الدكتور الخصاونة لم يتلهف المنصب أبدا، وهو يعلم أكثر من الجميع ثقل الحمل بحكم ما شغل من مناصب قبل توليه الرئاسة، لكنه صدع للتكليف السامي متأهبا لخدمة الوطن ما إستطاع إلى ذلك سبيلا، في حين آثر كثيرون غيره عبر تاريخ الدولة، الإبتعاد، خوفا من وجع الرأس ومواجهة الحقائق والظروف كماهي.
نشأ الدكتور "بشر" في بيت عريق بالوطنية وصادق الإخلاص للوطن والعرش الهاشمي، بيت كريم لا يملك أحد أن يزايد على إخلاصه لثرى الأردن وشعبه وقيادته ومنجزاته ومؤسساته، بيت تعرفت فيه في زمن مضى على القامة الوطنية القومية الشامخة الدكتور هاني الخصاونة عافاه الله، وهو ذات البيت الذي نشأ فيه "بشر" قبل أن يخوض غمار الدبلوماسية سفيرا فوزيرا ثم في كنف الديوان الملكي الهاشمي.
الغريب أن بعض عشاق "الكاميرات" وأضوائها الساطعة التي يتجنبها ولا يسعى إليها سعيها الدكتور الخصاونة، يتفننون في التنظير المجاني، والتحليل غير المكلف، فيظهرون الحكومة الحالية كما لو أنها "خربت" المنجزات "العظيمة" التي حققتها سابقاتها.
الوطنية الحقيقية التي تنتج مواطنة حقة، تستدعي إسناد الحكومة "أية حكومة" ودعمها وإسداء النصح والمشورة لها، وليس تصيد أية هفوة لها وتعمد إظهارها كما لو كانت هي سبب معضلات الأردن، أو كما لو أن معاناة الأردن بدأت معها، بينما كانت سائر سابقاتها تحظى بعشق الأردنيين جميعا!!!.
الحمل ثقيل جدا، وكل مدع للإخلاص للوطن مثلي، مطالب أن يثبت ذلك بدعم ومساندة حكومة الوطن، أيا كان رئيسها ووزراؤها.
أشهد بين يدي ربي لا بين يدي أحد من خلقه، أن المواطن الدكتور بشر هاني الخصاونة، أنموذج متميز في التواضع والتهذيب والإحترام والإخلاص للوطن وشعبه وعرشه وقيادته، فإدعموه وإنصحوه، وقوموه إن أخطأ، ولا تخذلوه، إن كنتم حقا تريدون الخير للأردن حاضرا ومستقبلا..
هذا بلدنا، وهذه حكومتنا، والأصل أن نسعد إن هي أصابت، ونتأسى، لا أن نتشفى!، إن هي أخفقت لا قدر الله، وإلا فنحن من كوكب آخر غير كوكب فيه الأردن..
الله من أمام قصدي