facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عيادات الإقلاع عن التدخين


محمد نواف الدويري
30-11-2021 03:26 PM

عندما تجلس مع احد المدخنين فإن أولى عبارات وصفه للتدخين "يكفيك شره" أو "مابدك اياه" أو "محرقة للجسد والجيبة" نعم هذه هي قناعات اغلب المدخنين الذين يمارسون طقوس التدخين ليلا نهارا في مختلف الأماكن، تراهم سلوكيا وجسديا يزدادون شراهة في التدخين وأنفسهم تزداد تعلقا بالإقلاع عنه ساعين الى ايجاد الحل الأنسب الذي يساعدهم بتركه لأنهم الأعلم بمضاره المتزايدة على أجسادهم.

اذا أين المشكلة؟
تتدارس العديد من الجهات بين الفينة والأخرى وتظهر التقارير والإحصائيات حول اعداد المدخنين ونسب المرضى وحالات الاصابة بمختلف الأمراض الناتجة عن التدخين في المقابل تجد الجهود التوعوية ضئيلة وخجولة في مواجهة هذا الكم الهائل من الإدمان فالتوعية لا تتعدى سوى موجات تتردد عل وعسى أن تؤتي أكلها والمدخن لا يريد سوى من يأخذ به إلى طوق النجاة ووضعه على الطريق السليم مسلحا بالإرادة والإجراءات الناجحة لمساعدته من في الإقلاع وبنجاح، ولنركز هنا على الاقلاع بنجاح لأن غالبية الحالات التي تقلع في الأشهر الأولى والتي استمعت اليها شخصيا غالبا ما تعود للتدخين وتفشل في تحقيق مرادها.

التوعية بعيادات الإقلاع عن التدخين
يصنف التدخين على انه نوع من الإدمان العضوي والنفسي والسلوكي ولمساعدة المدخنين للاقلاع عنه لا بد من وجود ادوات تتسق مع هذه الجوانب المترابطة للتغلب عليه ومحاربته سعيا للاسهام في الحد من هذه الظاهرة المؤرقة للمجتمعات.

احدى هذه الأدوات عيادات الإقلاع عن التدخين التي انتشرت في دول عديدة من العالم ومنها الاردن ضمن جهود دولية للمساعدة في الحد من ظاهرة التدخين خاصة مع انتشار العديد من الامراض المزمنة والسرطانات المصاحبة لها، حيث تهدف هذه العيادات لتوحيد الترابطات بين الجوانب الثلاثة الآنفة ذكرها (العضوية، النفسية، السلوكية) لمساعدة المدخنين للاقلاع عن التدخين مسلحة بالإرادة الكامنة لدى المدخن للاقلاع عنه.

وفي الاردن انتشرت هذه العيادات وتوزعت في مختلف ارجاء المملكة سعيا لإحتواء هذه الظاهرة التي فاقت بفتكها لأجساد المدخنين وباء كورونا الى ان وصفها البعض " بالقاتل الصامت" وساهمت هذه العيادات بتذليل الصعاب امام العديد من الحالات للاقلاع عن التدخين وبالفعل نجحت في العديد من الحالات.

عيادات مركز الحسين للسرطان انموذجا
نفخر بتجربة مركز الحسين للسرطان وبمبادرته حيث انطلقت فيه عيادات مركز الحسين للسرطان للتدخين التي تتبع فيها اسس علمية تتناغم مع التوصيات العالمية للمؤسسات والجهات المعنية بمكافحة التبغ والتدخين، حيث تم انشاء هذه العيادات منذ اكثر من اثني عشر عاما بالتعاون مع مكتب مكافحة السرطان التابع لمؤسسة الحسين للسرطان ومركز الحسين للسرطان كجزء من الاستراتيجية التي تهدف الى منع الاصابة بالاورام الخبيثة وتقدم هذه العيادات الخدمة للمدمنين على التبغ طوال أيام الاسبوع بواقع ما يقارب 1500 مريض سنويا وفقا للدكتور معتز لبيب اخصائي الإدمان على التبغ والمدرب الاقليمي للاقلاع عن التدخين.

يقول الدكتور لبيب: إنه وعند حضور المريض للزيارة الاولى يتم استقباله من طرف افراد طاقم العيادة المؤهلين والحاصلين على شهادات كفاءة عالية لتقديم هذه الرعاية حيث تؤخذ السيرة الذاتية للتدخين ويتم جمع اكبر معلومات تشمل تاريخ البدء بالتدخين وعدد السنوات والسجائر اليومية ويؤخذ بعين الاعتبار كل العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية وحتى المنزلية ويتم معرفة اهمية ونسبة الثقة بالنفس للاقلاع عن التدخين

قياس مدى تقبل فكرة الإقلاع عن التدخين
ويضيف الدكتور لبيب أن الطبيب المختص في الادمان على التبغ يجري المقابلة التحفيزية للمريض حيث تتضمن الجانب النفسي والمتعلق بالادمان السيكولوجي لمعرفة مستوى الجاهزية وتحديد وجود عوامل مقاومة ومدى تقبل فكرة الاقلاع يقوم خلالها الطبيب بوضع خطة علاجيه شاملة ومتكاملة وعادة يتم تحفيز المريض لتحديد موعد واسلوب معين للإقلاع بالاتفاق مع الطبيب المعالج ليتم بعدها البدء بصرف علاجات الادمان الكيميائي المتعلق بمادة النيكوتين على مبدأ العلاج بالتعويض لمنع حدوث اعراض انسحابية ثم يراجع المريض العيادة بشكل دوري كل اسبوع او اكثر حتى انتهاء فترة العلاج يتم خلال هذه الزيارات تقييم الاعراض الانسحابية ونسبة الثقة بالنفس بالاضافة الى تقييم مستوى الارادة واحتمالية وجود عوامل مقاومة للاقلاع كما يتم إعادة النظر في العلاجات وامكانية تغيير الجرعات او الاستبدال اذا ما لزم الامر وعادة يتم تحفيز وتشجيع المريض على الاستمرارية الى ان يترك التدخين نهائيا وحتى بعد الاقلاع يراجع المريض العيادة كل شهر او اكثر لغاية مرور سنتين على ترك التدخين لاجل التأكد من عدم عودة الادمان ومعرفة احتمالية حدوث عوامل تؤدي الى إنتكاسة.

احدى الحالات التي تم معالجتها لسيدة خمسينية امضت قرابة 28 عاما في التدخين استطاعات خلال مراجعاتها لعيادة الاقلاع عن التدخين من نفث سموم التدخين من جسمها والاقلاع عن التدخين بنجاح من خلال جلسات التوعية والعلاجات المساندة المستخدمة في العيادة التي تستقبل على مدار الأسبوع عشرات الحالات العازمة على ترك التدخين وبداية حياة جديدة خالية منه.

24% نسبة الاقلاع في المراحل الأولى
وكشف الدكتور لبيب عن أن نسبة الاقلاع خلال الشهر الاول والثاني تصل الى حد اكثر من ثلثين المرضى ولكن هذه النسبة تتناقص الى ان تصل معدل مايقارب 22 الى 24 بالمائة بعد مرور سنة كاملة على بدء العلاج لذلك عند كل زيارة بعد الاقلاع يتم تقييم امكانية وجود اعراض انسحابية شديدة ويدرب المريض على اساليب فعالة لمقاومة المؤثرات السلبية لحدوث انتكاسة وتخفيف الاعراض الانسحابية


تقارير تشير الى حتمية وجود آثار ايجابية للاقلاع عن التدخين
الى ذلك، يقول الدكتور لبيب إن اضرار التدخين تبدأ من فتحة الانف والشعيرات الانفيه وتشمل ابطال وتباطؤ عمل الجهاز المناعي والتأثير على البلعوم والاحبال الصوتية والرئة مما يرفع احتمالية تكون مرض سرطان الرئة كما هو الحال في تكون اورام خبيثة في الحنجرة والبلعوم والفم وأيضًا في المثانة والكلى عدا عن الامراض الصدرية الاخرى مثل الانتفاخ والانسداد الرئوي والربو بالاضافة الى امراض الكلى والعيون وانخفاض القدرة الجنسية لذا ينصح المدخنون بتجنب هذه الاضرار والمسارعة الى ترك التدخين بشكل سريع فوري ودائم وهناك تقارير تشير الى حتمية وجود آثار ايجابية للاقلاع عن التدخين والتقليل من نسب الاصابة بهذه الامراض بنسب كبيرة وتعافي الجهاز المناعي وخصوصا كلما كان ترك التدخين في سن مبكرة وعلينا ان نتخذ القرار في الوقت المناسب والمسارعة الى طلب المساعدة بالسرعة الممكنة وخصوصا في ظلال جائحة كورونا

خلاصة القول إن استمرا الجهود الرسمية للحد من ظاهرة التدخين لا بد أن تتواصل بدءا من التوعية مرورا بتفعيل قوانين الصحة العامة وتشجيع الإقبال على عيادات الاقلاع عن التدخين والإستماع الى المختصين والمدربين في هذا المجال لتحقيق نتائج ملموسة وصولا إلى ادراج منتجات صحية تتوافق عليها الجهات المرجعية تساند هذه الجهود حيث كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن منتجات بديلة للنوكتين والعديد من الأدوية الطبية المعتمدة عالميا ويبقى القول إن قرار الاقلاع عن التدخين قد يكون صعبا لكن بوجود هذه العيادات الطبية الحديثة والخبرات والأخصائيين المتواجدين فيها والإجراءات المتبعة فيها قد تعزز فرصتك في النجاح.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :