الكرة الأُردنية والرقص في "ملعب عزاء"!
عبدالحافظ الهروط
30-11-2021 12:01 PM
بداية، أنا واحد إن لم أقل الوحيد من بين الصحفيين الذين احترفوا الاعلام الرياضي وغير الرياضي، وكان يكتب الأهازيج والمغناة الرياضية، وعلى وجه الخصوص في صحيفة "الرأي" الغراء.
وعندما أبدأ مقالي هذا في منبر "عمون" وفي هذا العنوان، فلا يعني انني بعد هذه السنوات الطويلة والغياب عن تلك الأهازيج، انقلبت على المنتخبات الوطنية وعلى الاندية، فهذه مؤسسات وطن نعتز بها ونفخر عندما تحقق الإنجازات في المحافل العربية والقارية، والدولية.
أما أن نظل نكابر على انفسنا ونتغنى بها وقد تراجعت في أدائها وتخلّفت عن المنافسة خارجياً، فهذا لا يقبله منتم للاردن ولا يرضى به مواطن واع.
على صعيد المنتخب الوطني، فكلنا يعلم أن خروجه من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وبتلك السرعة وتلك النتائج، لا يليق بالأُردن ومشاركاته، إذ ليس بعد هذا الخروج إنجاز منتظر لنقول عنه انجازاً، لا في كأس العرب التي تستضيفها الدوحة بمباركة الاتحاد الدولي "فيفا" ولا في التصفيات الآسيوية المقبلة، التي يبدو الوصول الى النهائي فيها بعيد المنال.
أما على صعيد الأندية، ومع تقديري للجماهير التي ملأت المملكة فرحاً، وأقصد هنا جماهير الرمثا والفيصلي، لفوز الأول ببطولة الدوري، والثاني ببطولة الكاس، والجماهير الغاضبة واعني الجماهير المناصرة للوحدات الذي جُرّد من اللقب، فإن هذه البطولات لا قيمة لها، إن لم يكن لهذه الفرق ومعها بقية الفرق الاردنية حضور في دوري أبطال آسيا، ومنافستها لفرق القارة، وليس مجرد مشاركة.
نعم، نبارك كأردنيين للرمثا وهو يعود لبطولة الدوري بعد 40 عاما، وفي هذه المناسبة فإن على ادارة النادي أن تستخلص الدرس من هذا الغياب الطويل، كما نبارك للفيصلي ببطولة رغم أنها ليست غريبة عليه بل هو محتكرها، ولكن علينا كجماهير أن لا نبالغ بالفرح وكأن الفريقين صعدا من دوري المظاليم لأول مرة، أو أنهما بلغا نهائي الدوري الآسيوي.
أما جماهير الوحدات فعليها أن تؤمن بأن فريقها ليس الفريق الذي لا يُهزم، فالرياضة لا يوجد فيها بطل لا ينزل عن عرش البطولة.
نعم، علينا أن نعترف بأننا في ركب متأخر عن منتخبات وفرق قارية وعربية، والأهم من كل هذا الضجيج ، أن لا تتناحر الجماهير الاردنية في ما بينها، فيأتي فرحها وغضبها، بلون سياسي، ويأتي معها الاعلاميون في تلك المبالغة، لنرقص جميعاً في " ملعب عزاء" ونلطم في " ملعب فرح" !!.
نريد أن نكون مع الركب القاري والدولي، لا في آخر الركب، وفي هذا السبات العميق عن هذه المحافل.