الصهاينة بارعون في التخطيط والتنفيذ والعزيمة والإصرار على تحقيق أهدافهم بدقةمنذ ولدت الحركة الصهيونية وحتى هذا اليوم. فقد عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل في عام ١٨٩٧ وقال حينذاك ثيَودور هرتزل ان الدولة اليهودية ستقوم بعد خمسين عاما من هذا التاريخ وقد تحققت هذه الرؤية في عام ١٩٤٨ وانشئ الكيان الصهيوني وتطور وتقدم حتى غدا في أحسن حاله واوج قوته وحصوله على الدعم العالمي.
وبعد احتلال فلسطين خاض اليهود معارك طاحنة مع العرب أسفرت عن احتلال مزيد من الأراضي العربية وخسارة فادحة في القوي العسكرية والمعدات في حين كان الاحتلال يحصل على مزيد من الدعم المالي والعسكري وانتهى الأمر لعقد الصلح بينهما مقابل إعادة الحقوق المشروعة إلى اصحابها ولكن هذا لم يتحقق وخاصة مع أصحاب الأرض العربية الفلسطينية وبقي العدو في غطرسته ممعنا في القتل والاستيلأء على الأراضي وإقامة المستوطنات والتنكيل بالشعب الفلسطيني بشكل يومي في حين بقى العرب متمسكون بالسلام المزعوم مع العدو من طرف واحد.
وليس للعرب اية رؤية او نية في مقاومة العدو او اللعب بأية أوراق ضاغطة لتحقيق اية مكاسب حقيقية بل ذهبوا إلى تعزيز العلاقة مع العدو والاعتراف بوجوده وكينونته والتعاون معه في إقامة العلاقات الاقتصادية والسياسية والانصياع لمتطلباته وفتح المطارات أمام طائراته وتبادل الزيارات وتوقيع اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات.
انتهى عهد الحروب في نظر العدو وكرس العدو رؤيته وبنى استراجيته على احتواء العالم العربي وإقامة المشاريع المشتركة لرهن ارادة العرب لهم وأحكام السيطرة عليهم دون الحاجة إلى بذل اي مجهود عسكري في حين امعن في ترك الفلسطينيين وحدهم في ساحة الصراع ليواجهوا مرارة الضعف والهوان.
ولن تقف طموحات العدو عند هذا الحد وسيعملون على مزيد من السيطرة وتحقيق حلمهم بالتوسع واحتلال اراض جديدة
وبسط نفوذهم عليها إلى أن تولد أمة العرب من جديد.