الامتحانات الفصلية القادمة واجراءات وزارة التربية والتعليم
فيصل تايه
30-11-2021 07:35 AM
تحرص وزارة التربية والتعليم على انهاء الفصل الدراسي الاول بالدخول الآمن الى الامتحانات الفصلية النهائية بمزيد من المسؤولية والاصرار على الاستمرار العملية التعليمية وجاهياً، وبالموازنة بين التعليم وصحة الطلبة فذلك يتطلب مواصلة اتخاذ المزيد من الاجراءات الاحترازية التي تكفل بيئة صحية آمنة، الا انه ورغم تزايد التخوفات من تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا وبعد ظهور متحور "كورونا أوميكرون" فقد أعدت وزارة التربية والتعليم خطة زمنية فاعلة وأصدرت توجيهات تضمنت اجراءات تؤكد على تقديم الامتحانات النهائية وجاهياً، لتبدأ في الثامن من كانون الاول مع تقليص الفصل الدراسي، وترحيل ما يتبقى من المادة الدراسية الى مطلع الفصل الدراسي الثاني، مع الحرص على تعويض عدد أيام الدراسة الفعلية لتبقى كما هو مخطط لها وحسب التقويم المدرسي السنوي، ذلك بهدف السيطرة على انتشار الفيروس في ايام ذروة فصل الشتاء.
اضافة لكل ذلك، لم تكتفِ الوزارة بتلك الاجراءات ولمزيد من الحرص على سلامة كافة المتداخلين في العملية التعليمية، فقد حرصت التشديد على ضرورة الالتزام بالبرتوكول الصحي، كما وعمدت الى مزيد من الاجراءات الاحترازية حيث عممت على مديريات ومدارس المملكة الإجراءات الرسمية المعتمدة لعقد الاختبارات التحصيلية المدرسية النهائية للفصل الدراسي الأول للعام ٢٠٢١ / ٢٠٢٢ ، والتي تضمنت إجراءات تتعلق بتقسيم صفوف المدارس التي تعمل بنظام التناوب إلى مجموعتين ( أ / ب)، بحيث تحتوي كل مجموعة على نصف صفوف المدرسة تقريبا، حيث تعقد الاختبارات لهاتين المجموعتين حسب الآتي: الجلسة الاختبارية للمجموعة (أ) من الساعة الثامنة ولغاية الساعة العاشرة صباحا، وللمجموعة (ب) من الساعة العاشرة والنصف صباحا ولغاية الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، على أن تؤجل اختبارات الطلبة المصابين بفيروس كورونا لتعقد وجاهيا في بداية الفصل الدراسي الثاني وبالتنسيق مع ادارات مدارسهم ومعلميهم.
امين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية والفنية الدكتور نواف العجارمة وفي مقابلته على "قناة المملكة" كان حديثه واضحاً وصريحاً ومطمئناً، حيث اكد على ضرورة التقيد بالاشتراطات الصحية، ووجه رسالتين حول ما جاء في التعميم اعلاه بتقسيم المدارس إلى فترتين، حيث تضمنت الرسالة الأولى تأكيدات على استمرارية التعليم الوجاهي خلال الفترة الحالية رغم ما يشاع عن العودة الى التعليم عن بعد، وان اختبارات الفصل الأول ستكون وجاهية، اما الرسالة الثانية فمفادها ان نظام التناوب سوف يحافظ على ديمومة الامتحانات وجاهياً وهو الغرض الأول من هذا الاجراء، مؤكداً ان عطلة ما بين الفصلين ستكون لغاية الاول من شهر شباط القادم، كما وأوضح ان التقسيم سيكون في "الفترة الأولى" من الصف الأول لغاية الصف الخامس الأساسي بينما ستكون من الصف السادس لغاية العاشر "للفترة الثانية".
الى ذلك فقد بعث الدكتور العجارمة برسالة مريحة الى الأهالي والطلبة تتضمن تطمينات بخصوص الحالة الوبائية العامة، مؤكداً ان ارتفاع الإصابات غير مقلق بالنسبة لعدد الطلبة الكلي الذي يتجاوز "المليونين" طالب تقريبا وان على الجميع الالتزام بالبروتوكولات الصحية من أجل الاستمرار في التعليم الوجاهي، كما وأوضح حول ما يشاع بالتحول الى التعليم عن بعد، بأن هذا النوع من التعليم " التعليم عن بعد" هو جزء من التعليم الوجاهي ولن يكون هناك عودة الى "التعليم عن بعد" أن لم يكن هناك خطر على صحة الطلبة، كما واعرب الدكتور العجارمة عن أمله بان يتوجه الأهالي إلى تطعيم أبنائهم الطلبة حرصاً منهم على ضرورة تحصينهم من هذا الوباء، كما واوضح انه لن يكون هناك توجه لتطعيم الطلبة اجبارياً، لكن وزارة التربية حريصة على التقيد التام بالاجراءات والتعليمات والتوجيهات الصادرة من الجهات ذات الاختصاص المتمثلة في وزارة الصحة ولجنة الاوبئة فيما يتعلق بالحفاظ على صحة ابنائنا الطلبة وحمايتهم من اي مكروه.
الى ذلك ايضاً، واضافة لكل ما تقدم فقد حرصت وزارة التربية والتعليم الى نشر قائمة بالمحتوى الدراسي المتضمن (الوحدات، والدروس، والموضوعات) التي سترحّل من الفصل الدراسي الأول لتنفذ بداية الفصل الدراسي الثاني، حيث كانت قد أكدت من خلال التعميم الموجه المتعلق بذلك ان وزارة التربية والتعليم تحرص على حسن سير العملية التعليمية التعلمية في الميدان التربوي، في توضيح بأن القائمة متوافرة على موقع إدارة المناهج والكتب المدرسية ضمن الموقع الإلكتروني للوزارة، مؤكدةً على ضرورة تعميمها على المعنيين في المديريات للعمل بموجبه، وفي ذلك فإن وزارة التربية والتعليم وضمن كل تلك الاجراءات والتفاصيل تجعلها قادرة على تقديم صورة دقيقة وتشخيص واضح لما يحتاجه الطلبة أكاديمياً ومعرفياً خلال الفصل الدراسي، اضافة لشرح سياسة التقييم بصورة واضحة ما يجعلهم مطلعين على خطط الوزارة باستمرار، فيما يتعلق بتحصيلهم الأكاديمي.
بقي أن أقول، اننا وحين نتحدث عن هذا الموضوع فإننا ندرك كتربويين ان للتعليم المدرسي أنواعاً عدة من التقييمات «التشخيصية والتكوينية والتقييمية»، ذلك بما يتناسب مع كل مرحلة دراسية، حيث ترتكز سياسة التقييم على محاور عدة مهمة لجعلها أكثر فاعلية وملامسة لواقع العملية التربوية في الميدان، مع التأكيد بأن الامتحانات الورقية هي روح التعليم وتعد مقياساً حقيقياً لمستويات الطلبة، وهذا ما يدور في عقل وزارة التربية والتعليم وتفكيرها، فهي تحرص على انجاح هذه المرحلة بمراعاة وضع الامتحانات على مستوى ما تم تدريسه فعلياً خلال الفصل الدراسي الأول والعمل على الخروج بنتائج حقيقية لمستويات الطلبة، اضافة لمعالجة كافة الفجوات التي احدثتها الظروف الحالية بكل همة ومسؤولية، مع ضرورة الحرص الى توجيه المعلمين والإدارات التربوية الى تقييم مستوى الاختبارات وقياسها من الجانب الإنساني والمعرفي والوجداني ومراعاة الفروقات الأكاديمية والفجوات الحاصلة، ومن ثم إجازتها حتى لا نقع في فخ التراجع الأكاديمي في أداء الطلبة التحصيلي.