مبادرة طلابية إيجابية في الجامعة الأردنية تدعو إلى تفعيل الدرس الفلسفي
د. محمد ناجي عمايرة
29-11-2021 05:29 PM
اطلق طلبة قسم الفلسفة في الجامعة الأردنية مبادرة إيجابية جيدة تبناها رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور نذير عبيدات ، وعميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور اسماعيل الزيود ورئيس قسم الفلسفة الأستاذ الدكتور ضرار بني ياسين ،وشارك في فعالياتها التي تمتد ثلاثة أيام العديد من الأساتذة واعضاء هيئة التدريس في القسم . وفي طليعتهم الأساتذة الكبار أحمد ماضي و سلمان البدور و عزمي طه.
جاءت رعاية رئيس الجامعة لفعاليات المبادرة إدراكا وتفهما لغاياتها واهدافها المباشرة وغير المباشرة.
لقداطلق الطلبة على مبادرتهم عنوانا يسترعي الانتباه ، وباللهجة المحكية ، هو "يلا نتفلسف " وتمسكوا به على الرغم من ان رئيس الجامعة ،كما أوضح في كلمته الافتتاحية ،حاول تغيير العنوان إلى اللغة الفصحى ،لكن الطلبة ومعهم مدرستهم الدكتورة دعاء سعيفان اكدوا رغبتهم في الاحتفاظ بعنوان المبادرة ، فكان لهم و لهن ذلك.
هدف هذه المبادرة كان التأكيد على اهمية الفكر الفلسفي ودوره في حياتنا ، وفي المقابل محاذير غيابه على التعليم بعامة.
لا يخفى ان العنوان، في حد ذاته ،كان ذكيا وجاذبا ومثيرا للتساؤلات التي تهتم بها الفلسفة ،و مناطها العقل والفكر الخلاق.
كلمة رئيس الجامعة التفتت إلى ذلك بوضوح حيث اكد اهمية التفكير الفلسفي في حياة الناس ، مبينا ان من اهم اهداف التعليم العالي ان يخرج اجيالا تعتمد على التفكير العلمي والفلسفي.
لا ينفي هذا الاهتمام بأهمية حضور الفلسفة في حياتنا ان الفهم العام للفلسفة واسئلتها الكبيرة في الكون والحياة والإنسان ما يزال بعيدا عن الصورة المنشودة ،باعتبار ان الفلسفة في الأساس هي بحث جاد عن الحقيقة بأدوات ومناهج معرفية متطورة.
قدم منظمو الفعالية تقريرا قصيرا تضمن مقابلات مع طلبة من كليات مختلفة حول عنوان المبادرة والفلسفة والتفلسف ،بينت ان الإجابات نأت كثيرا عن معنى الفلسفة باعتبارها علما وفكرا ونشاطا ذهنيا يرتبط بالواقع ويتصل بسائر العلوم كالطب والهندسة والرياضيات والتربية والتعليم والحقوق والسياسة والاقتصاد إلى جانب علم الاجتماع وعلم النفس.
الطلبة الذين يحرصون على استمرارية مبادرتهم اشاروا إلى انها تأتي بعيدا عن الاحتفال التقليدي باليوم العالمي للفلسفة الذي يصادف يوم الثالث من تشرين الثاني، والذي اقرته اليونسكو منذ عام 2005 م، على اهميته.
لقد اسعدني ان احضر هذه الاحتفالية وان اشهد المبادرة وهي تنطلق من جامعتنا الأردنية الجامعة الأم التي كان تأسيسها عام 1962 علامة فارقة في مسيرة الوطن فأضحت منارة للأجيال وصرحا علميا حضاريا شاهقا للمعرفة والعلم والتنمية الفكرية والمجتمعية.
كم هو جميل ان يعود الإنسان إلى جامعته ليستعيد السنوات الأولى لحياته الجامعية،منذ نحو نصف قرن ،وليجلس على المقاعد نفسها ويتجول في الساحات اياها ،وتظلله اشجارها الوارفة ،ويجد بعض اساتذته ، وكثيرا من زملائه ، جنبا الى جنب مع اجيال جديدة جاءت لتنهل العلم والمعرفة من ينابيعها الأصيلة.
بوركت الجهود ودام العطاء، ونسأل الله التوفيق والسداد.