«طول عمرك أهبل والناس بضحكوا عليك»
هكذا اعتادت «أم الرّايق» أن تقول لزوجها وبخاصة حين يقع في ورطة. كأن يشتري كيلو بندورة « تعبانة ومخمجة» وما أن يصل الى البيت حتى تبدأ زوجته ب « موشح « البهدلة مثل» كنوا الزلمة ـ تقصد صاحب محل الخضار ـ ما لقي واحد يضحك عليه وباعك هالبندورات؟
أو حين يشتري حذاء من البالة ويكتشف أنه اشترى « فردتين» من نفس الاتجاه « يمين يمين « أو « الفردتين شمال». طبعا الحارة كلها تستمع بمسلسل الردح العائلي.
ولأن الأخ أبا الرّايق ، طيب وعلى نيّاته و» القطة بتوكل عشاه وفطوره وغداه «، فقد لمعت في رأسه « اللي قد الطنجرة « كما تقول زوجته ، فكرة « غسيل أمواله» بعد أن سمع بالراديو عن الموضوع ، و» ضحك عليه « احدهم و أخبره أن « غسيل الأموال « يجعل المرء غنيا ويقلب حاله من فقر الى ثراء فاحش. وبعد أن سحب « أبو الرايق « رصيده من البنك، واتجه فورا الى البيت ، وقبل أن تعود زوجته من عند جارتها، أحضر أمواله ووضعها في « طشت « وسكب عليها مواد التنظيف ودلوا من الماء الساخن وأخذ يفرك بالدنانير والقروش ولا أحسن «ست معدّلة».
كان يغني «عالاوف مشعل اووف مشعلاني» ، حتى باغتته زوجته وهو يدعك ما بين يديه من نقود بهمة ونشاط، في سباق مع الزمن . وعلى الفور « دبّت الصوت « وهرع الجيران من هول ما سمعوا وبخاصة وأن « أُم الرايق « واسمها الحقيقي» خديجة « ويدلعها أبو الرايق « خدّوجة «، طبعا عندما يكون «رايقا».
صرخت المرأة القوية « شو بتعمل يا مجنون.
قال لها بكل ثقة : بغسل أموالي.
قالت له على الفور: إنت متأكد إنك طبيعي ، وبوعيك. حدا عاقل بغسل مصاري بالميّ والصابون ومواد التنظيف.
كانت دهشة الجيران أكبر من الوصف . فالتزموا الصمت من هول من رأوا . فاستغلت « أم الرايق « الظرف وتابعت : «طول عمروا أبوي بقول عنك مهستر. ولما منعني أتزوجك ، ما رديت عليه . بس أنا غلطانه. أبوي عنده حق. قال زلمة قال».
وكادت تشق ثوبها لولا تدخل الجيران الذين أخذوا يضربون أكفهم ببعض ويقولون : منه العوض وعليه العوض. منه العوض!!.