facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




كلام خارج "السياق" ..


شحاده أبو بقر
27-11-2021 10:04 PM

إبتداء, وفي زمن التشكيك والتأويل المنفلت من عقاله, فأنا مضطر لأن "أقسم بالله العلي العظيم" أنني ناصح أمين بإذنه تعالى, وأفخر بأن أحدا لم يكتب بقدر ما كتبت دفاعا عن الأردن وعرشه الهاشمي ومواقفه المشرفة عبر التاريخ, ومنذ كنت في العشرينات من عمري, حتى قالوا عني "سحيج", فيما رآى آخرون يعرفونني عن قرب, أنني لست كذلك على الإطلاق. وبعد:

فسأعرض تاليا, مبادئ عامة أؤمن بها ككثيرين غيري, نرى فيها أسسا لسيرورة الحكم في الدول والمجتمعات الطبيعية النابهة التي تعمل وتمارس سياساتها وتتخذ قراراتها تحت الشمس.

أولا: الشعب "أي شعب" وإرادته الحرة ورؤيته التي يؤمن بها, هما البوصلة التي تحدد مواقف الدول وسياساتها الداخلية والخارجية, والمرجعيات الرسمية, هي من تقود الشعب "أي شعب" في بناء هذه المواقف والسياسات.

ثانيا: هذا يعني أن على الشعب أن يتحمل نتائج وتبعات هذه المواقف والسياسات التي إختارها, حتى لو كانت عواقبها وخيمة, وأسوق هنا مثلا غير بعيد, ففي حرب تحرير الكويت سعى الملك "الحسين" رحمه الله, لحل عربي للأزمة محذرا من عواقب جلب الجيوش الأجنبية الجرارة إلى المنطقة, لكن العرب رفضوا, ومعظمهم إن لم يكونوا كلهم, نادمون اليوم على قرارهم بجلب تلك الجيوش التي فعلت ما فعلت بدنيا العرب, وما زالت حتى اليوم.

وعندما عاد "الحسين" يوم الخميس من قمة القاهرة التي رفضت رأيه السديد, وجد أن عمان وسائر المدن الأردنية, تموج بطوفان عارم من المظاهرات ضد التدخل الأجنبي. فماذا فعل "الحسين", لم يقف في وجه الطوفان الشعبي العارم, لا بل قاده حتى وهو يعرف جيدا أن هذا الموقف سيعود بعواقب وخيمة خطيرة جدا على الأردن أقلها الحصار والمقاطعة وإنقطاع المساعدات والخصام مع العرب والدول الكبرى, وهو ما حدث وبضراوة, وتحمل الشعب نتائج موقفه وخرج الحسين رحمه الله بطلا قوميا إستحوذ على مشاعر جميع الأردنيين ومحبتهم, لا بل وإحترام العالم كله, ومن يشكك في هذا, فليستذكر جنازته رحمه الله, عندما غصت سماء المملكة بقادة العالم "الأضداد" من الشرق والغرب وسائر العرب والمسلمين لوداعه الوداع الأخير.

ثالثا: مخطئ من يعتقد بإمكانية إعادة تشكيل الدول والشعوب على نحو مختلف عن ثوابتها التاريخية التي ترسخت في حياتها وجيناتها كابرا عن كابر, ومخطئ أكثر من يعتقد بإمكانية فصل شباب هذه الشعوب عن واقعها هذا, فهم ,أي الشباب, يتوفرون على ذات الفهم والرؤى ونمط التفكير المستمد من بيئاتهم وغير القابل للتغير مهما واجه من مفاهيم.

رابعا: في الحالة الأردنية مثلا, هناك شعب موحد في نظرته وفهمه ورؤيته للكيان الإسرائيلي على أنه دولة عدو غاصب محتل لا بد وأن يزول, وأن المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين, وطنان مترابطان, فأن ضاع الأول, ضاع الثاني, وهنا للمهتم أن يلاحظ مثلا إن أراد, أن الجميع ومن كل أصل, يتوحدون في ثانية, متى نفذ الكيان الإسرائيلي إعتداء ضد الشعب الفلسطيني أو المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين.

والسبب القوي, أن هناك إرتباطا وجدانيا قوميا عقديا دينيا لكل أردني وفلسطيني بفلسطين, فهناك دم غزير وشهداء كثر وتضحيات كبرى يستحيل تجاهلها أو القفز عنها, وهذا رابط وإرتباط يستحيل فكه, أو حتى خلخلته, وتهمة "الخيانة" جاهزة لكل من قد يحاول, وبين أيدينا منشورات وسائل التواصل وجميعها لا تتردد في توجيه هذه التهمة, وحتى لمن قد تكون نيته سليمة ويجد نفسه مضطرا للمسايرة ولو مرحليا حتى تمر العاصفة مثلا.

خامسا: برغم "أوسلو" التي كانت القشة التي قصمت ظهر "بعير" الإلتزام القومي العربي الشامل بالقضية, والتي كانت خطأ تاريخيا لا يغتفر, وبرغم إتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية التي أعقبت أوسلو التي عقدت من خلف ظهر الأردن ومعظم العرب إن لم يكن كلهم, فالفلسطينيون والأردنيون ومعا, متيقنون دينيا وسياسيا وتاريخيا, أن الكيان الإسرائيلي لديه مشروعه الصهيوني القائم على التمدد المتدرج صوب "تهجير" كل فلسطيني من أرضه إلى الأردن "الوطن البديل" إبتداء, وإحداث فتنة كبرى في الأردن تسمح بالتدخل الإسرائيلي لإحتلال أجزاء من الأردن, ثم التمدد الديني والإقتصادي من قبل المشروع الصهيوني نحو دول عربية أخرى, في مسعى خبيث جدا يتوهم إمكانية إنحسار المدد الإسلامي!!!.

وبعد أيضا: واقع الشرق الأوسط اليوم يقول.. هناك إدارة أميركية لا شأن لها بإلزام إسرائيل بالعودة إلى طاولة المفاوضات, وموقفها الواضح المعلن هو, لن نجبر أحدا على ذلك, والأمر متروك لهم إسرائيل والفلسطينيين. تقول إدارة "بايدن" هذا ليس كموقف مستقل, وإنما هو إلتزام بطلب اللوبيات اليهودية الأميركية, إذ ترى هذه اللوبيات أن لا مبرر يلزم إسرائيل بالعودة إلى مفاوضات ما دام العرب مفككين, والفلسطينيون مختلفون.

الواقع ذاته يقول أيضا.. أن هناك قوتان إقليميتان تتصارعان على "الغنيمة" العربية ولن أقول الفريسة !, هما, إسرائيل, وإيران, والعرب لا حول لهم ولا قوة, فما دامت إيران تهيمن عبر وكلاء وميلشيات مسلحة على أربعة أقطار عربية, فإن شهية "إسرائيل" تنفتح هي الأخرى للهيمنة على أقطار أخرى مثلها، كمقدمة للهيمنة الإقتصادية ثم السياسية فالدينية لاحقا.

هنا يأتي السؤال الأكبر , أين نحن أردنيا من كل هذا, وهل بمقدورنا المواجهة أو على الأقل الإبتعاد وتحصين دولتنا ومجتمعنا والخروج من المخاض سالمين برغم صعوبة التحدي وهول حجم الضغوط؟

الجواب .. نعم, نحن قادرون بعون الل , إعتمادا على ما يلي:

1: أولا وقبل كل شيء مهما كان, التوكل على الله جلت قدرته, فنحن برفضنا الناعم للمخطط الظالم, نفوز بمرضاته سبحانه, ومن توكل عليه فهو حسبه.

2: نحن مملكة أردنية هاشمية يعود نسب قيادتها إلى بيت النبوة المشرفة ورسالة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه التي يؤمن بها اليوم أكثر من مليار إنسان في 56 دولة مسلمة ومئات الملايين حول العالم من عرب وعجم. وعليه, فبيدنا دون غيرنا, ورقتان قويتان قادرون نحن من خلالهما على تغيير المعادلة ووقف المخطط ولو ضدنا في الأردن وفي فلسطين على الأقل, وهما:

أولا: النسب الهاشمي الممتد لعترة الرسول الكريم, يمنحنا العذر أمام داعمي المخطط الظالم, فليس بمقدورنا دينيا وشرعا وتاريخيا أن نخالف شرعا وشريعة يؤمن بها مليار ونصف المليار مسلم حول العالم, ويرون فينا أحفاد محمد صلى الله عليه وسلم وحملة رسالته, هذا فضلا عن موقف شعبنا الرافض كله للمخطط وحتى للتطبيع الرسمي جراء نقض الكيان للمواثيق والعهود والإتفاقيات ومواصلة الإحتلال والقهر والإستيطان في الارض المغتصبة ورفضه للسلام العادل.

ثانيا: أما الورقة الثانية غير الناعمة والقادرة على إسكات كل متهور مندفع في المخطط أو هو داعم له أويجري خلفه, والتي قد تبدو غريبة في تقدير البعض من الحداثيين والمستشرقين والمستغربين فهي وبإختصار شديد:

رسالة من عشرة سطور على هيئة إستفتاء يوجهها المرجع الهاشمي إلى سائر الشعوب الإسلامية حول العالم, يدعوها فيها إلى التظاهر تأييدا أو رفضا, لدوام الإحتلال الإسرائيلي للقدس ومقدساتها ولفلسطين, وتأييدا أو رفضا للسياسات الغربية عموما ولن أقول الأميركية تحديدا, في منطقتنا العربية.

أنا العبد الفقير لله, على يقين من أن من هتفوا لأمير هاشمي زار بلادهم ذات يوم "طلع البدر علينا", لن يخذلوا الرسالة أبدا, وسيرى العالم كله وأوله الكيان الإسرائيلي ومن يدعمونه, أن في المملكة الأردنية الهاشمية "سرا" عقائديا دينيا قادرا على تغيير خارطة الشرق الأوسط كله إن هو أراد, وأن بيت الكيان أوهن من بيت العنكبوت, وأن القوى الكبرى المتحكمة في رقابنا اليوم, أجبن من أن تستمر في صلفها. ولن أذهب إلى ما هو أبعد, فالجهاد في سبيل القدس وأقصاها ومقدساتها فرض على كل عربي وكل مسلم.

أخيرا .. فليسخر الحداثيون الطارئون من كلامي, وردي, إننا نسخر منكم كما تسخرون منا, والله غالب أمره, وهو دوما وأبدا من وراء قصدي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :