قمة عُمانية قطرية بامتياز
السفير الدكتور موفق العجلوني
26-11-2021 08:52 AM
تشكل العلاقات الأردنية العربية حجر الزاوية بالنسبة للأردن قيادة وحكومة وشعباً. و ما ان يتناهى للأردنيين كافة ان هنالك تعزيز للعلاقات العربية على المستوى الثنائي بالدرجة الأولى، وعلى المستوى المتعدد على صعيد الدول العربية، من خلال الزيارات المتبادلة التي يقوم بها أصحاب الجلالة والسيادة والسمو، وعقد القمم والمؤتمرات العربية وتبادل الزيارات بين الوفود والشخصيات، حتى تعم الفرحة في قلوب كافة الأردنيين، ويبتهلون الى الله عز وجل ان يكون التوفيق والنجاح حليف كل الدول العربية، وان يديم هذه العلاقات الأخوية لما فيه تحقيق المصالح العليا للبلدان العربية الشقيقة، وخاصة في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه وتهدد امن واستقرار ونهب خيرات عالمنا العربي.
تأتي زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق تلبية للدعوة الكريمة من سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ال الثاني تعزيزًا للعلاقات الوطيدة المتميزة بين سلطنة عمان ودولة قطر وتوثيقا للروابط الثنائية بين البلدين. وحسب بيان للديوان الأميري القطري أن الشيخ تميم والسلطان هيثم عقدا جلسة مباحثات وناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والسياحة والنقل، كما تم تبادل وجهات النظر حول آفاق تعزيز العمل الخليجي المشترك بما يعزز أمن المنطقة واستقرارها.
وفي استعراض تاريخ العلاقات العُمانية القطرية نجد ان هذه العلاقات التاريخية شكلت على الدوام أنموذجاً فريدًا يحتذى به في العلاقات العربية العربية، فالعلاقات بين سلطنة عُمان ودولة قطر تعد واحدة من أقوى العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين بلدين، رغم الظروف والتجاذبات التي مرت بها المنطقة خلال الفترة الماضية. وتأتي زيارة جلالة السلطان هيثم إلى الدوحة تأكيدا على عمق هذه العلاقات وتعزيزا للمزيد من مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين. حيث تمثل هذه الزيارة التي تعد الأولى إلى الدوحة والثانية خارجيا منذ تولي جلالة السلطان هيثم مقاليد الحكم مطلع ٢٠٢٠، استكمالاً لمسيرة التعاون المشترك والتواصل الدائم والعلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين.
وفي بيان اميري صدر عن الديوان القطري جاء فيه إن الجانبين بحثا سبل التعاون ودعم وتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين وآفاق تنميتها وتطويرها، إضافة إلى انه تم مناقشة آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
هذا وقد تم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في عدة مجالات منها : الجانب العسكري ، وتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب على الدخل ورأس المال ، والعمل والاستثمار ، والسياحة والفنادق ، والنقل البحري والموانئ . كما تم الاتفاق على السماح لمواطني الدولتين بالدخول للبلدين بالبطاقة الشخصية بديلاً عن جوازات السفر .
بنفس الوقت فقد تم التوقيع على اتفاقية إنشاء مجلس الأعمال القطري العُماني، بحيث يتوافق مع المستجدات الاقتصادية الأخيرة، إضافة تم توقيع مذكرة تفاهم تتعلق بمجالات الإنتاج الغذائي، والتسويق والاستثمار المشترك، وتصدير المنتجات العُمانية إلى السوق القطرية.
أما على الجانب الاقتصادي، فقد شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين نموا متصاعدا في السنوات الأخيرة، و كان للجنة القطرية العمانية المشتركة والتي تأسست في عام ١٩٩٥ الدور الكبير في تفعيل و تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ويشير السجل التجاري بين البلدين الى قفزة كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع النمو التجاري من ملياري ريال قطري خلال عام ٢٠١٦ ، إلى ٣،٨ مليار ريال قطري في ٢٠١٧، الى أن يصل إلى أكثر من ٦،٨ مليار ريال خلال عام ٢٠١٩، محقق نموا بنسبة ٢٤٠% خلال عامين.
على سبيل المثال انتجت شركة كروه العمانية القطرية اول حافلة ( سلام ) انتجت في منطقة الدُقم ، و سوف تنتج الشركة خلال سنة ٥٠٠ حافلة، وخلال السنوات القادمة سوف تنتج حافلات متنوعة للاستخدام في مجالات مختلفة لكلا البلدين.
لذلك تميزت العلاقات الثنائية بين دولة قطر وسلطنة عُمان بالاستقرار والثبات والازدهار نظرا للرؤى المشتركة التي تجمع البلدين، بالإضافة إلى تقارب المواقف والتنسيق في كل المجالات، والتشاور المستمر فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية.
وفي حديث لي مع سعادة سفير عُمان في الأردن الشيخ هلال المعمري حول هذه الزيارة، أشار سعادته ان هذه الزيارة ستعمل على تعزيز الشراكة الاقتصادية لما يلبي طموحات القيادتين الحكيمتين والشعبين العماني والقطري، وستحمل هذه الزيارة المباركة بإذن الله في طيّاتها العديد من الرؤى والمشاريع في ضوء رؤية عُمان ٢٠٤٠ والتي ستسهم في تعزيز وتطوير العلاقات سياسيا واقتصاديا وثقافيا.
وأن هذه العلاقات التي تجمع الشعبين الشقيقين فيما بينهما من وشائج القربى والنسب تدعمها العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين والمصالح المشتركة اقتصادياً وسياسياً وثقافياً مستندة على إرث ثقافي عريق، وهو ما يجعل منها علاقات توافقية ذات أهداف متنامية وآفاق غير محدودة من التعاون المشترك بين البلدين. ومن المتوقع أن تسهم الزيارة في فتح آفاق جديدة من التعاون والتنسيق والتكامل في مختلف المجالات.
وأضاف السفير المعمري بأن هذه الزيارة سوف تعزز العلاقات بين البلدين الشقيقين، حيث تم بحث العلاقات الأخوية وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة إلى دعم الشراكات المتعلقة بالاستثمار.
ومن منطلق علاقتي الطيبة مع سفارة سلطنة عمان في الأردن والدول الأخرى وكافة سفراء سلطنة عُمان في الأردن والخارج وعلى رأسهم الأخ السفير الشيخ هلال المعمري ومن خلال عملي كسفير ودبلوماسي أردني وأكن كل الحب والتقدير للدول العربية الشقيقة، اشعر من واجبي الشخصي كأردني وعربي ومسلم، وواجب انساني ان اشيد بكافة الجهود للقادة العرب من المحيط الى الخليج بتعزيز العلاقات البينية مع الدول العربية الشقيقة ويشاركني كافة الأردنيين بهذه المشاعر. وفي اللحظة التي تناهى الى سماعي ونظري زيارة الدولة الأولى لجلالة السلطان هيثم بن طارق الى دولة قطر واستقباله بكل حفاوة وتكريم من قبل أخيه سمو امير دولة قطر الشقيقة الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، حتى اندفعت بكل عفوية ومن القلب تناول هذه الزيارة المباركة بكلمات تعبيرية صادقة ان شاء الله.
وأرى ان هذه الزيارة لجلالة السلطان هيثم بن طارق الى دولة قطر الشقيقة تحظى باهتمام عربي وإقليمي ودولي نظرا لما تتمتع به الدولتين الشقيقتين من رؤى حكيمة و عقلانية و بعد نظر واحترام من المجتمع الدولي.
وأخيراً وليس أخراً، استأذن سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله والذي عودنا دائماً ان الأردن بلد كل العرب، وان نكون مبادرين، أننا نتطلع بإذن الله الى استقبال جلالة السلطان هيثم بن طارق في بلدة الثاني في الأردن في زيارة دولة لما يكنه الأردن قيادة و حكومة وشعباً من تقدير و اعتزاز بعلاقاته الطيبة مع سلطنة عُمان الشقيقة .