أساتذة الجامعات ثروة اقتصادية
د. بسام الزعبي
25-11-2021 10:44 AM
في بلد يعاني اقتصاده من مشكلات عديدة؛ منها مديونية كبيرة، وأعباء فاتورة الطاقة، وبطالة مرتفعة بين الشباب، ونسبة فقر متزايدة، وتضخم يعم كافة مناحي الحياة، وغيرها من المشكلات والقضايا التي تؤرق اقتصادنا ومجتمعنا وحكوماتنا المتعاقبة، يبرز سؤال كبير: كيف يمكن أن نساعد أنفسنا ووطننا اقتصادياً، وكلاً حسب تخصصه؟ في الأسبوع الماضي كتبت مقالاً في هذ الزاوية تحت عنوان (الاستثمار في الغاز الحيوي)؛ وقد سرتني ردود الأفعال التي وصلتني؛ منها ما هو للتوضيح، ومنها ما هو للاستفسار، ومنها ما هو لتقديم أفكار يمكن أن تساهم بتعزيز مكانة وطننا واقتصاده.
وقد كان من تلك الردود تواصل الدكتورة المتميزة سحر المشاقبة أستاذة الهندسة الصناعية؛ في كلية الهندسة بالجامعة الهاشمية، والتي أكدت أهمية موضوع الاستثمار في الغاز الحيوي، وأوضحت لي أن هناك مصنعاً (يعمل بشكل جزئي) لإنتاج الغاز الحيوي في الأردن، وقد تم إنشاؤه بمنحة بناءً على اتفاقية الكربون، كما أشارت إلى أن لديها وزملاء لها العديد من الأفكار والمقترحات لمشاريع قد تفيد الاقتصاد الأردني في قطاعات عديدة.
الدكتورة سحر المشاقبة أخبرتني أن مقالي قد تم تداوله بين العديد من أساتذة الجامعات المختصين في مجالات الطاقة المتجددة واقتصاديات الطاقة، وأنهم يرغبون بتقديم ما لديهم من دراسات وأبحاث واختراعات لجهات في القطاعين العام والخاص لتبنيها واستثمارها، وأنه يمكن الاستفادة من جهودهم دون مقابل؛ بحكم عملهم في جامعاتهم، ولكنهم بحاجة لجهات تتبنى الأفكار وتنفذها على أرض الواقع؛ فكل واحد منهم لديه علم ومعرفة واطلاع على ما يجري في العالم المتقدم في مجال تخصصه.
أساتذة الجامعات، من كافة التخصصات، لديهم قدرات علمية وبحثية كبيرة ومتنوعة، والأسئلة التي طرحتها الدكتورة المشاقبة كبيرة ومهمة، لماذا لا يتاح المجال لأساتذة الجامعات لخدمة وطنهم خارج حدود جامعاتهم؟، ولماذا تبقى أبحاثهم ودراساتهم على منصات النشر العالمية؛ يستفيد منها الجميع حول العالم، ولا يستفيد منها الأردن والأردنيون؟ وأنا أيضاً أتساءل: لماذا تضيع جهود أساتذة الجامعات دون أن تتبناها الحكومات؟، ولماذا لا يتم عقد مؤتمرات متخصصة في كافة القطاعات في الجامعات الأردنية تحت عنوان: (كيف ننهض بالأردن؟)، بحيث يجتمع أساتذة كل تخصص في كافة الجامعات، ويقدمون مقترحاتهم ودراساتهم وأفكارهم، ويتم تدارسها والخروج منها بمشاريع مقترحة؛ يتم عرضها على القطاعين العام والخاص لتنفيذها على أرض الواقع.
كما أن آراءهم الفكرية يمكن أن تقدم لأصحاب القرار للاستفادة منها في حل المشاكل والقضايا النظرية والعملية التي تواجه المسؤولين والوزراء وغيرهم، وهنا نتساءل: لماذا لا يتم انتداب بعض أساتذة الجامعات ليكونوا مستشارين للمشاريع الكبرى التي تأتي للأردن على شكل منح؟؛ بهدف ضمان استمرارية عمل المشاريع وفق أعلى المعايير ودون توقف! أساتذة الجامعات ثروة وطنية علمية واقتصادية كبيرة، ويجب التفكير بكيفية استثمار خبراتهم واختراعاتهم لخدمة الاقتصاد الوطني بصورة عملية، والتنفيذ سهل وبسيط: عقد مؤتمرات علمية متخصصة في مختلف المجالات، وكل جامعة تتبنى استضافة مؤتمر لتخصص محدد، والتوصيات ترفع للجنة مؤلفة من الأساتذة أنفسهم وممثلين عن القطاعين العام والخاص، والهدف: النهوض بالأردن.
(الرأي)