أمن وأمان الأردن
المحامي فخري إسكندر الداوود
25-11-2021 12:04 AM
التقرير البحثي الذي صدر عن واحد من أهم مراكز البحث في مجال الأمن وسيادة القانون الدولية مؤسسة «غالوب» العالمية كان إظهاراً لواقع حال الأردن، خصوصا وأنه يتحدّث عن دولة ترزح في وسط إقليم ملتهبٍ شهد ربيعاً عربيّاً وأزمات وحروبا متعددة، وبؤرا لتنظيمات إرهابيّة، ومع ذلك واصل الأردن تقدّمه على مؤشر «القانون والنظام العالمي»، حسب التقرير ليحلّ في المركز الثاني عربياً، والسادس عشر على مستوى العالم.
يظهر هذا التقرير قوة هذا البلد بقيادته الهاشمية منذ مئة عام، والمفرح في هذا التقرير أنه تزامَن مع مئوية الدولة الأردنية -وإن شاء الله- ستحتفل الأجيال القادمة من بعدنا بالمئوية الثانية. قرأت لكتّاب ومحللين صحفيين وأمنيين قراءتهم لهذا التقرير، ولاحظت الإشادة بهذه الحالة الأمنيّة وحثّ الحكومة على توظيفها لجلب الاستثمارات والامتيازات، وهذا لا يختلف عليه اثنان، فقد ورد في القرآن الكريم في سورة البقرة «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ..»، ففي كتابه العزيز فقد أورد الأمن قبل لقمة العيش، وبرأيي هما متلازمان: الأمن والعيش.
اسمحوا لي أنّ أورد بإيجاز الأسباب التي جعلت من الأردن بلداً آمناً ومستقراً منذ بدايات الدولة الأردنية من وجهة نظري وخبرتي الأمنية، وكيف أصبح الأردن مثالاً في الإقليم على رعاية مواطنيه وحمايتهم.
إنّ أول هذه الأسباب هو مبايعة سمو الأمير عبدالله قبل مئة عام عند قدومه إلى معان، الأمر الذي شكّل في حينه عقداً اجتماعياً غير مكتوب لسمو الأمير بقيادة هذه المملكة من الشعب الأردني، وما زال مستمراً لمن خلفه من الهاشميين. وثاني هذه الأسباب هو أن جيش الأردن وشرطته وأجهزته الأمنية هم أبناء هذا الوطن (المبايعون)، وقد حفظوا وصية آبائهم وساروا على خطى أسلافهم وأجدادهم وما زالوا، وثالث هذه الأسباب هو رعاية الهاشميين لهذه الأجهزة العسكرية (حماة الوطن) من عبدالله الأول لعبدالله الثاني وقربهم منها، واحترامهم لهذه المؤسسات التي تحمي الوطن والمواطنة وتمنع الإرهاب وتحمي الحدود وتشرف على تطبيق القوانين والعدالة، وتقف بوجه مفتعلي الأزمات والخارجين على النظام العام.
ورابعاً إن الاهتمام الشعبي واحترام الأهالي لهذه المؤسسات العسكرية وافتخارهم بها زاد من عزيمتهم وأصبح الدفاع عن الوطن واستقراره هو الوازع الأكبر لديهم، أكانوا عاملين أم متقاعدين، وآخر الأسباب الاهتمام الشخصي من جلالة الملك بهذه الأجهزة والإشراف على تسليحها وتحديث آلياتها وولوجها للتقنية والتكنولوجيا، بحيث أصبحت أجهزةٌ مسلحة بالعلم والمعرفة والشجاعة لتبقى على الدوام سياجاً منيعاً وصرحاً شامخاً بقيادة جلالته وولي عهده إن شاء الله.
(الرأي)