كلما اطلت الشمس لتعلن يوما جديد تطفو خيوط جدائلها الذهبية على جناح السماء بصمت، أشعر بالسكينة وصفاء الذهن. أحب هدوء الفجر بإطلالته الملهمة التي تهدي للروح أجمل الكلمات.

دماثة الفجر رائعة لا تتغيير، البشر هم وحدهم من يتغيرون.

تمضى بنا الأيام ويرحل معها الكثير من الاحداث والأشياء. كل يوم نصحو بأمل يتجدد مع كل نهار باروحنا التي ترفض الاستسلام للحزن للوجع للقهر أو للذل.

أنتظر شروق الشمس بشغف لا يمل، منظر يجعلني أنسى كل شيء قبيح. أود فقط أن أرى الشمس تبزغ فتشرق روحي.

سماء واسعة تزهو بها غيمات الصباح وتتناثر رقيقة، بيضاء من غير سوء. تزاحم بعضها على استحياء لتعلن نهارا جديدا.

في كل صباح انهض واترك الكسل عنك جانبا هناك أمنية رقيقة تناديك، افتح المذياع ستجد موسيقى عذبة بنغمات تشدك لتشاركها الغناء بصوت متحمس.

قد تشعر أنك تريد أن تسابق النغمات لتقهر الكسل والتعب او لتمحو الحزن.

ترتدي ثيابك وتركض بفرح نحو الامنيات المعلقة على رصيف الانتظار.

تجاهد كغيرك من البشر حتى تقنع نفسك بأن الغد أجمل، تحاول أن تهدي قلبك جرعة من التفاؤل بقدر ما تحمل من نقاء وطمأنينة.

بكل صباح جديد نحاول أن نرتدي طوق ياسمين ابيض والكثير من الإلهام رافضين الاستسلام للظروف والمواقف القاسية التي جعلتنا نتوه بين العدو والصديق.

نبحث في قواميس اللغات عن كل كلام يقوي الروح ويجعلنا أكثر حيوية ومرح، نمضى بعيدا كالطيور المهاجرة بحثا عن أماكن نشعر بها بالأمان من قسوة الحياة.

صامدين كالأشجار الشامخة التي لا تكسرها الرياح القوية.

نقفل كل نافذة تجعلنا نشعر بالبرد وكل باب يجعلنا نشعر بالنقص والإحباط، نحاول الابتعاد عن كل شخص يفقدنا الاحساس بهدوء الروح.

نقترب من البشر الطيبون، ممن يملكون روح نقية وقلب صادق لنتشارك معهم وحدة أرواحنا. نهمس بهدوء للقلب حتى تلك الوحدة التي رافقتك سنواتٍ، كانت ظلالًا تحميك من عبث وقسوة العابرين.

أما النفس فنحدثها بالقول طيبتك لن تحميكَ مما يضمرون لكَ ما دمت تجهل نواياهم.

هناك من يقتربون منك ليغرسوا شوكة في الخاصرة ويمضون، دون سبب تستطيع ادراكه. عزائك الوحيد هو أنه "كما يفضح البياض السواد، الصادق يؤذي بصدقه من لا يشبهه".

ثق بالله وانظر إلى الغد بعيون مختلفة، كن هادئاً كموسيقى ناي، الغد سيكون أفضل من الأمس. كن قويًا بنفسك واستقبل القادم بالثقة واليقين.