المغرب مملكة العراقة في ذكرى الاستقلال
أمينة العربي الصبيحي
24-11-2021 05:48 PM
تحتفل المملكة المغربية في الثامن عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام بذكرى إنهاء الاحتلال الفرنسي واعلان الاستقلال في العام ١٩٥٦.
دولة عريقة يضرب تاريخها في عمق التاريخ ويكفي للدلالة على هذا تسلسل الحكم الملكي فحيث نقول ان محمد الخامس صانع الاستقلال الحديث للمغرب وان الملك محمد السادس صانع التحديث للمملكة فإن ذلك يدل على أن خمسة ملوك وسلاطين قد سبقوا في الحكم بنفس الاسم في حين يمتد تاريخ الأسرة الملكية في الحكم الي العام ١٦٦٦ .
تنتسب سلالة العائلة المالكة المغربية التي قدمت الي المغرب في القرن الأول الهجري إلى محمد النفس الزكية بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب[2] وأول من حكم منهم مولاي الشريف في العام ١٦٦٦ م وتسلسل الحكم الي ان وصل اليوم الي الملك محمد السادس بن الحسن.
فرضت الحماية الفرنسية على المغرب في 30 مارس 1912 من بعد توقيع معاهدة الحماية الفرنسية على المغرب من طرف السلطان عبد الحفيظ وامتدت فترة الحماية حتى حصول المغرب على استقلاله سنة 1956.
عام 1953 نفي السلطان المغربي محمد الخامس، بقرار فرنسي إلى جزيرة كورسيكا ومنها انتقل إلى مدغشقر، ليعلن من منفاه ربط مطلب عودته إلى بلاده باستقلال المغرب، وبذلك بدأت المعركة الكبرى لتحرير المغرب من الاستعمار الفرنسي.
عينت فرنسا السلطان محمد بن عرفة حاكمًا جديدًا على المغرب، إلا أنّه ما إن وصل إلى قصر الرباط، حتى خرج منه هاربًا خوفًا من الجماهير المغربية والاضطرابات الشعبية التي بدأت تشتعل.
امتدت أشكال المقاومة لتشمل التظاهرات والعمليات الفدائية والحرب المباشرة كما وصلت حدّ مقاطعة المنتجات الفرنسية كالسجائر والآلات الزراعية، كما عمد الفلاحون إلى حرق المحاصيل الزراعية للمستوطنين الفرنسيين.
هذه الأمور جميعها دفعت بفرنسا إلى بعث وفود للتفاوض مع الثوار المغاربة، إلا أنهم رفضوا الحوار دون عودة سلطانهم من المنفى والذي هو بدوره من يتحدث باسمهم. ليعود السلطان محمد الخامس عام 1955 إلى بلاده مخاطبًا شعبه في باحة مسجد حسان التاريخي بالعاصمة المغربية الرباط حيث كان بمثابة إعلان رسمي للاستقلال، إذ قال: "أيها الشعب الوفي، مهما تمسكتم بالعروة الوثقى، ما كان شيء ليضركم كيفما شِرته، إذ لا شِرة تدوم في الحياة الدنيا. أيها الشعب العزيز.. وعدت بالإخلاص ووفيت احس الوفاء، وكنتُ من الصابرين فكان لك ما وعد الله به، إنما يوفى الصابرون أجورهم بغير حساب. أيها الشعب العزيز.. قد أخلصت الوفاء كما أخلصت، وأديت الواجب أحسن أداء كما أديت، وها أنا بينكم كما تعهدوننا، حب البلاد رائدنا وخدمتها غايتنا. الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن إن ربنا لغفور شكور".
ان مسيرة التحديث التي يقودها جلالة الملك محمد السادس جعلت المغرب قبلة عنوانها الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والامن الداخلي ، وعلى صعيد السياسة الخارجية فإن المغرب في عهد محمد السادس حافظ على مكانته الاستراتيجية وعزز تأثيره السياسي في الساحة الأفريقية والدولية ووحد التراب الوطني بحماية الصحراء المغربية من الاطماع الخارجية وتطوير شبكة المواصلات والتنمية الاقتصادية والنهضة التعليمية المشهودة في انحاء المملكة.
حفظ الله المملكة المغربية ملكا وشعبا وأدام عليها الأمن والازدهار والاستقرار وكل عام وصاحب الجلالة الملك محمد السادس وشعب المغرب بخير وأمان.