نحن "الأردن" ولسنا "أطرافا"!
شحاده أبو بقر
24-11-2021 04:57 PM
أحدث المصطلحات "المستغربة" التي تحاول بعض "النخب" دسها لا بل وحشوها في أذهان العامة، مصطلح "الأطراف". هم يستخدمون هذه المفردة "المقززة" في الإشارة إلى المحافظات خارج عمان العاصمة، ولا تخلو نبرتهم من بعض "شفقة" على 11 محافظة تمتد من الهضبة حتى العقبة، عند الحديث في التنمية وتوزيع مكاسبها.
لا، "منكوا وورا"، نحن لسنا أطرافا ولا زوائد لا مكان لها ولا أثر، لا، نحن الأردن تاريخا وجغرافيا ووجودا وتضحيات وافتداء للوطن وإعلاء لشأنه منذ نشأت دولته الحديثة وقبل ذلك بآلاف السنين.
إن كانت عاصمتنا الحبيبة عمان في نظركم هي الأردن وما عداها مجرد أطراف، فأنتم واهمون وعلى عيونكم غشاوة، ونحن في سائر محافظات الوطن نرى أبعد بكثير مما ترون، فلا يغرنكم فقرنا وتجاهلكم لنا في توزيع المكاسب والمغانم والمناصب.
عمان الغالية ليست هي الأردن، والأردن الغالي ليس عمان وحسب، لا ما حزرتوا، الأردن هو محافظات عمان والزرقاء وإربد والمفرق والكرك والطفيلة والبلقاء ومعان وجرش وعجلون ومادبا والعقبة، والبادية التي تسمونها صحراء، وكل قرية ومدينة ومخيم وبلدة يربض على ثرى هذا الوطن الطهور.
تصفوننا بالأطراف تعمدا وأنتم تعلمون في قرارة نفوسكم أننا "أصل" ولسنا فروعا ولا أطرافا هامشية مثلا. أما إذا كنتم تعتقدون بأن احتكاركم لما يسمى "مناصب" ومغانم تتداولونها تباعا يجعل منكم الساق ونحن الأغصان، فأنتم مخطئون بالكلية.
لقد راق لكم كما راق لكثيرين قبلكم قبولنا ورضانا في المحافظات وعبر التاريخ، لمنهجية ترى أن شاغلي المناصب القيادية والعليا لا بد وأن يكونوا من ساكني عمان أكثر بكثير جدا من سواها، حتى لقد هجر الكثيرون منا محافظاتهم بحثا عن هذه المكاسب باسمنا ونيابة عنا نحن المتشبثين بمساكن الآباء والأجداد، فهم قادة ووزراء وأعيان وأمناء ومديرون ورؤساء وأعضاء مجالس وسفراء وكل ما شابه باسمنا نحن سكان "الأطراف" كما تسموننا!!.
الأردن ليس "أستراليا" دولة مترامية الأطراف، أردننا العزيز الغالي بلد صغير بحجمه كبير بوجوده وبقيمه، وأطول مسافة فيه، تقطعها سياراتكم بساعة أو ساعة ونصف، ومع ذلك بتنا "نشتاق" أن نرى سيارة من ذوات رقم أو رقمين أو ثلاثة تعود في نهاية دوام كل يوم إلى مدننا ومخيماتنا وقرانا، اللهم باستثناء بكبات البلديات وضاغطاتها وربما سيارة شرطة بحثا عن مطلوبين متعثرين!.
وعليه.. وفي ضوء هذا الواقع الغريب والعجيب، نرى أنكم محقون من وجهة نظركم بوصفنا بالأطراف الجديرة بشفقتكم أحيانا بارك الله فيكم.
خلاصة القول.. "الحق مش عليكم، الحق علينا إحنا الذين رضينا وقبلنا على أنفسنا بهذا الواقع"، وتطوعنا دوما وعن قناعة وصدق لا نفاق ولا رياء ولا كذب أو تزلف فيه، بأن نبقى ندافع عنكم وعن قراراتكم وسياساتكم. أتدرون لماذا؟. سأقول لكم، ورب الكعبة لأننا ندافع عن الأردن ونداري عوراته أينما وجدت لإيماننا بأنه بيتنا الذي لا ظل بعد ظل خالقنا وخالقكم سواه، وصاحب البيت يعشقه ويداري عوراته ولا ينشر "غسيله" على حيطان الجيران.
هدانا "الله" وإياكم لما فيه قوة الأردن ومنعته وصلابته في وجه كل مخطط متآمر خوان. والله من أمام قصدي، هو نعم المولى والنصير.