بين البحرين والإمارات .. «القدس العربية» قبل إعلان النوايا
حسين دعسة
23-11-2021 11:31 PM
جولة ملكية، بين البحرين والإمارات العربية المتحدة، أفقها الأول، وضع القدس، إمكانية عودة مباحثات السلام بين جميع الأطراف ذات العلاقة، الفلسطينيون ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والدول العربية المعنية، عدا عن قراءة أزمات المنطقة.
في البحرين، كما في الإمارات، ومن قبل ذلك في الجولة الاوروبية التي أوصل خلالها الملك عبدالله الثاني رؤيته الهاشمية للسلام والأمن في العالم، وسبل حل القضية الفلسطينية، بعيدا عن الصراعات الدموية والتصعيد العسكري، وبمثل نجاعة الجولة الاوروبية، وقبلها القمة الملكية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وكان جلالته وضع نقطة مهمة أمام الإدارة الاميركية كأهم واول زعيم عربي إسلامي، يزور واشنطن، طارحا عموم قضايا المنطقة وفلسطين والوصايةُ الهاشمية على سلم الأولويات..
في زيارات العمل الخليجية، يحرص الملك على جوهر القضية الفلسطينية، في بعدها السياسي، وعبر الرؤية الملكية الهاشمية، المتوارث أبا عن جد، فهي قضية الشعب الأردني، كما هي قضية الشعب الفلسطيني، كما هي قضية كل عربي ومسلم وكل إنسان متحضر في العالم..
ضمن هذه الرؤية، حرص جلالة الملك على صناعة الموقف الهاشمي الأردني النبيل، من صيرورة وديمومة النبض الهاشمي المدافع عن عروبة القدس، ودعم صمود مقدسات وأوقاف أهلها من المسلمين والمسيحيين، استنادا إلى الحق الفلسطيني والعديد من مقررات وقرارات ومبادرات العالم والمنظمات الأممية وعلى رأسها مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة.
استقبل ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الملك عبدالله الثاني، بعد يوم من إعلان توقيع اتفاق مع «إسرائيل» حول مشاريع مشتركة في الطاقة والمياه، أعلنت عنه وزارة المياه والري، بإعتباره (وثيقة اعلان النوايا في دبي)، وقالت الوزارة على موقعها الالكتروني وعلى منصات التواصل الاجتماعي، انها تنشر صورة عن الوثيقة التي تم التوقيع عليها في الإمارات العربية المتحدة، بين حكومات الامارات العربية المتحدة والمملكة الاردنية الهاشمية وإسرائيل بحضور مستشار الرئيس الاميركي لشؤون المناخ جون كيري ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الامارات العربية للتغير المناخي الدكتور سلطان بن احمد الجابر.
إن مضمون الوثيقة، بحسب وزارة المياه: هو إعلان نوايا بين الدول الثلاثة لدراسة جدوى إقامة مشروع لإنتاج الطاقة المتجددة في الأردن تنفذه شركة اماراتية ومشروع لتحلية المياه لتزويد الاردن بمئتي مليون متر مكعب من البحر الابيض المتوسط وبموجب البند (الخامس) فإن الوثيقة هي إعلان نوايا فقط لا يترتب عليه أو يؤثر على أي التزامات أو حقوق قانونية على الأطراف الموقعة بموجب القانون الدولي.
وأوضح البيان أنه بموجب الوثيقة تنوي الأطراف الثلاثة القيام باستكشاف الجدوى لكلا المشروعين خلال فترة زمنية تنتهي في الربع الثالث من العام المقبل.
ونصت الوثيقة في البند الاول منها على ان كلا المشروعين مشروطان ببعضهما بمعنى انه لن ينفذ اي مشروع دون تنفيذ الآخر.
.. هذا المؤشر، في بعده الاقتصادي المؤقت، لم يحد من حرص جلالة الملك على أن يضع نصب عينيه القدس، وأن لا مكانة لأي اعلان نوايا، دون التأكيد، على الموقف الأردني والعربي والاممي، من القدس المحتلة وسبل حمايتها، ووضعها القانوني والسياسي والديني، عبر اي عملية سلام قادمة.
.. الزيارة الملكية الى البحرين، عززت رؤية الملك عبدالله الثاني والملك حمد، بالدعوة الجادة لمواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إذ شددا على مركزية القضية، وأهمية تكثيف الجهود من أجل تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، باعتباره خياراً استراتيجياً لإنهاء الصراع وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، والذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
جولة الملك الخليجية، مؤشرات على قراءات اساسية تقوم على:
* اولا: استمرار الأردن بدوره التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
* ثانيا: اشادة ملوك وزعماء الخليج العربي، بجهود الملك الهاشمي في دعم القضايا العربية، بخاصة القضية الفلسطينية وحماية المقدسات في القدس، والوصايةُ الهاشمية التاريخية على مقدسات واوقاف ودعم أهالي القدس.
* ثالثا: تقييم وتسنيد، ووعي موقف الأردن، الأساسي من القضية الفلسطينية، ووعي حرص الملك عبدالله الثاني على تحذير العالم من استمرار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الصهيوني، لتأثيره على خلق منافذ التطرف والإرهاب، ودعم قوى الإرهاب، بما في ذلك ما نراه من سياسة التعنت والاستيطان الصهيوني.
قوة ونبل وفروسية الملك عبدالله التاني، لا تنفصم عن قوة ونبل ومواقف الشعب والشارع الأردني، وخصوصا الشباب وطلبة الجامعات، فهم نبض متواز مع نبض الملك عبدالله الثاني، الذي يشاورهم ويقف معهم، طارحا مواقف الأردن، التي اذا ما راجعناها، ستكون، السند الأول لحماية فلسطين.
العلاقات الأردنية، الخليجية، علاقة الدم والمد العربي الإسلامي، وذلك ما يعزز أهمية العمل من أجل الشراكات التنموية التي تعود بالنفع على البلدين، وتحقق الازدهار والتنمية المستدامة وتوفر الحلول للمشاكل والتحديات التي تواجهها المنطقة بما يضمن مستقبلا أفضل، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والطاقة والبيئة، والتي بما تخدم وتعزز التنمية المستدامة في المملكة الأردنية الهاشمية ودول مجلس التعاون الخليجي، ويحقق تطلعات كل دولة وعلاقتها العربي والدولية.
.. هذا ميثاق الملك الهاشمي، صاحب الوصاية الهاشمية واللاءت الثلاث.. الشعب والأمن والإعلام الأردني، والاحهزة الأمنية، تعي قوة القائد الأعلى، الذي سيواصل في الأسابيع القادمة، جولات وجولات.. عنوانها الحب والسلام.
(الرأي)