ارتبطت هذه العبارة بعدد كبير من المشاهد التي تظهر فيها مواقف نادرة يعبر فيها الناس عن مشاعر الحب والتفاني والإيجابية والسعادة او بعض المواقف المثالية، ليرافق المشهد التعليق ( دعونا نلطم بصمت )، ان البعد التعبيري الذي يقصد به من العبارة هو استهجان وغرابة المواقف التي أصبحت منقرضة لدى البعض، مما جعلهم ينظرون إليها بدافع الحسرة والأمنيات كونها اختفت من حياتهم اليومية، واذا ما حاولوا القيام بها رفضها واقع الحال من حولهم وكأنهم ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية.
في تشابه المواقف بين مختلف الدول والمواقف التي نعيشها اليوم نجد أنفسنا نلطم بصمت طوال الوقت ، فعندما يكون خبر استقالة رئيسة مجلس النواب النرويجي بسبب شقة سكنية وأنها تحترم القوانين والانظمة والشعب وتعتذر منهم فهذا يجعلنا نلطم، وفي مواقف اخرى تجد فيها رئيس وزراء بريطانيا العظمى يركب دراجة هوائية ويدخل للتسوق من سوبرماركت ويتحدث للناس ويلتقط الصور، فهذا يجعلنا نلطم ايضا.
وعندما تشاهد مسؤولين في دول كبيرة تحرك بتصريح منها العالم كله يخضعون لمحاكمة امام القضاء والجميع تحت القانون هذا كله يجعلنا نلطم بصمت رهيب، وعندما تقرأ على صفحات جواز السفر الأمريكي مكتوب حامل هذا الجواز تحت حماية الولايات المتحدة الامريكية فوق اي ارض وتحت اي سماء، وفي الجواز البريطاني ستدافع المملكة المتحدة عن حامل هذا الجواز حتى آخر جندي على اراضيها، والجواز الكندي نحرك اسطولنا من اجلك، فإننا نلطم بصمت.
وفي مواقف كثيرة نعيشها ونحن نعبر عن وطنيتنا وكفاحنا من أجل الوطن ونقدم لوطننا الغالي والنفيس، ثم يتصدر فئة من الناس قائمة التكريم والقيادة والمناصب والمنح والسفر والتمثيل الدبلوماسي، هؤلاء ممن يشتم أو يعارض ويخرب لأجل مصلحة شخصية ومنفعة فئوية، ثم يهمش الأوفياء والمخلصين للوطن، فإننا نلطم بصمت وقهر.
نعم قد يعتقد البعض أن هذه الفئة قد يدوم لها الفرح والصدارة، لكن التملق والتسلق وانتهاز الفرص وسلبها لن يدوم ونهايته قاسية جداً، لان من يلطم بصمت اليوم سيصرخ غداً، عندها تكون نهاية المطاف وخسارة للجميع، فهل من مجيب لهؤلاء المستغيثين من الشباب والشابات لينقذهم من واقع مرير سيطرت عليه السلبية، هل من مدرك للوجع والألم وأنين الصامتين وإيقاع اللطمات في وضح النهار وظلمة الليل، ليعود الوطن الذي نريد كما كان عليه منبع للخيرات والنموذج الحقيقي الذي نفخر به أمام العالم أجمع، حمى الله الاردن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب.