مجلس الامن الوطني خطوة احترازية استباقيةد. هايل ودعان الدعجة
23-11-2021 10:34 AM
برغم التعديلات التي اجريت على الدستور بصورة لافتة وتحديدا منذ عام ٢٠١١ والتي شملت اكثر من ثلث مواد الدستور ، تماهيا مع مشروع الاصلاح الاردني ، الا ان اكثر ما لفت الانتباه وتوقف عنده بعض المراقبين والسياسيين والقانونيين ، تلك التعديلات التي اجريت او تم اقتراحها من قبل الحكومة ، والتي انطوت على ابعاد سيادية وامنية وعسكرية ، كحصر صلاحية تعيين قائد الجيش ومدير المخابرات بجلالة الملك مباشرة دون تنسيب رئيس الوزراء والوزير او الوزراء المختصين من خلال تعديل الدستور عام ٢٠١٤ ، وكذلك مقترح الحكومة الحالي باستحداث مجلس الامن الوطني والسياسة الخارجية يرأسه جلالة الملك ، ويضم في عضويته رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية ورئيس هيئة الاركان ومدير المخابرات العامة اضافة الى عضوين يعينهما جلالة الملك ، وذلك ضمن التعديلات الدستورية التي اقترحتها اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية . الامر الذي يجعلنا نربط بين التعديلين من حيث مسوغاتهما ومبرراتهما وعلاقتهما بالاصلاحات السياسية التي تشهدها الساحة الاردنية ، لجهة تكريس العمل المؤسسي البرامجي الحزبي في اداء مجلس النواب على امل الوصول الى تشكيل الحكومات الحزبية ( البرلمانية ) . وبنفس الوقت ابعاد المؤسسات السيادية والامنية والعسكرية عن المناكفات والتجاذبات السياسية والحزبية والبرلمانية ، وترسيخ الحياد السياسي وتحصينها وتمكينها للتفرع للمهام والوظائف المنوطة بها في اطار العمل السيادي والامني والعسكري . مما يعني اننا امام خطوة اصلاحية ستشهد تعاطيا حقيقيا مع مفردات ومفاهيم ديمقراطية وتطبيقها وترجمتها على ارض الواقع ، كالاغلبية والاقلية والتكتلات الحزبية والبرلمانية وغيرها ، والتي تمثل قواعد اقامة الحكومات الحزبية ( البرلمانية ) ، وبصورة تؤكد بان المشهد الوطني يسير في هذا الاتجاه الديمقراطي ، مما حتم على عقل الدولة اتخاذ خطوة مقابلة احترازية واستباقية اساسها الذهاب ابعد في مسألة تحصين الجبهة الداخلية من اي ارتدادات وتبعات مستقبلية سلبية ( او خطيرة ) قد تترتب على تشكيل الحكومات الاردنية من قبل احزاب او تيارات قد تتعارض افكارها وبرامجها واولوياتها مع الاولويات والثوابت الوطنية او ان تتعارض ارادتها مع ارادة جلالة الملك ، مما يضعنا امام احتمال ان تشهد الساحة الاردنية ازمات سياسية ودستورية ، قد توقع الدولة في براثن الفوضى والاضطراب ، مما يؤكد اننا امام خطوة اصلاحية مدروسة وحكيمة وبابعاد أمنية وسيادية ، تستهدف تحصين امن بلدنا واستقراره من خلال تعزيز الصلاحيات الملكية ذات الابعاد السيادية والامنية لتلافي تضارب الارادات السياسية بين رأس الدولة والبرلمان او حدوث ازمات واشكاليات بين مؤسسات الدولة الدستورية . في تأكيد على ان صلاحيات الملك انما تمثل صمام الامان للنظام السياسي الاردني ، ولمشروع الاصلاح الوطني . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة