إن المتتبع لما تحمله الأخبار المحلية في بلدنا مع شروق كل شمس ، يصاب بالدوار وتتهيأ احشائه للفظ ما قد يكون بها من بقايا طعام الأمس . كلها أخبار لا تسر صديق ولا تشفي غليل عدو .

جرائم متكررة ذات منسوب عالي من البشاعة تحتل مساحات بارزة سواء في الصحافة المقروءة أم الالكترونية. فساد ونهب وسلب . هوشات عشائرية وصلحات تبدأ ولا تنتهي . مهرجانات ثقافية صدر بحقها حكم الاعدام ومهرجانات ولدت دون أن تجد لها أم أوأب .

مؤسسات طويلة عريضة ، تدعو لحماية المستهلك والمريض والطالب والفقير ، ولا يوجد في سجلاتها ما يشير الى أي نجاح .

شلال من البكاء والعويل حتى لقد اقتربنا من ان يطلق علينا تسمية " ابناء النايحه". كتابات وكتاب بالهبل .
جعجعة وضرب سيوف دون نتائج. كثيرون من نصبوا أنفسهم دعاة للإصلاح وتوجيه الرسائل التي ماتت مع المنفلوطي والعقاد. وكثيرون فطنوا محاربة الفساد والمفسدين بعد أن ترجلوا عن صهوات مواقعهم وكان بإمكانهم قبل الترجل البوح بما يدور في خلدهم . كثيرون شكلوا مؤسسات وجمعيات لا تختلف عن ما هو موجود ، سوى أن لديهم الرغبة في أن يترأسوها مدى الحياة .

احزاب ذات الوان متعددة منها من من جاوز عمره بعض الأحزاب الأوروبية التي شبعت سلطة ولا زالو يحلمون بها. كلها تقاتل وتدعي الحكمة ولم يسبق أن دلتنا عليها ولو مرة واحدة . شباب تائه بين رايات البرازيل والأرجنتين .

هذه وقفة سريعة مع عينة مما يجري على سا حتنا من احداث .ولسان حال المواطن البسيط المتكل على الفتاح والساعي لرزق عياله من مطلعها لمغيبها يقول لكل هؤلاء : حلوا عنا واتركونا بحالنا .