الغد صحيفة وليست وكالة سيارات وموسى برهومه رئيس تحرير وليس بنشرجيا!!
خالد محادين
12-07-2010 11:16 PM
اود في البداية أن اؤكد احترامي للاستاذ محمد عليان ناشر ومالك صحيفة (الغد) وأضيف الى هذا التأكيد تأكيدا آخر على احترامي لهذه الصحيفة ولمجموعة من الزملاء العاملين فيها، وأعني هؤلاء الذين يكتبون بصدق وبانتماء وطني وقومي وديني ويرفضون حضور دعوات الغداء او العشاء على موائد السفير الصهيوني في عمان، او يحترفون النفاق للحكومات والتغطية على سياساتها المعادية لكل شيء جميل ونبيل في الوطن الصغير والوطن الكبير، ولا يحتاج المراقب الى وضع قائمة باسماء هؤلاء أو قائمة باسماء اولئك، فالقارىء الاردني يقرأ جيدا ويحلل جيدا ويحكم جيدا.
واود في البداية أيضا أن اؤكد أنني لست ممن يصدق الشائعات ويضخمها ويقوم بتوزيعها، وخاصة فيما يتعلق بأسباب وتوقيت صدور صحيفة (الغد) اذ ذهب بعض المغرضين الى الزعم بانها احدى الصحف اليومية العشر التي تصدت وزارة الخارجية الامريكية لاصدارها في عشر عواصم عربية، في محاولة فاشلة لتجميل الوجه الامريكي البشع، وتجميل السياسات الامريكية البشعة ووضع كل أنواع الماكياج على منطلقات واهداف وممارسات النظام العربي الذي ارتمى في حضن معسكر الاعداء الامريكيين والاوروبيين والصهاينة، خاصة وان هذا البعض المغرض استند الى الاسماء الصغيرة لهذه الصحف اليومية، وتشابه اعلانات الدعاية لها قبل اصدارها كصحيفة (الوقت) في البحرين وصحيفة (البلد) في لبنان وصحيفة (العهد) و(الميثاق) و(الغد) في الاردن، مع ان المتابع لمسؤولي التحرير في هذه الصحيفة يلاحظ ان الوطنيين والقوميين واليساريين والليبراليين هم الذين تم اختيارهم رؤساء للتحرير اضافة الى عداوتهم الراسخة للعدو الصهيوني وللاتحاد الاوروبي وللولايات المتحدة، ورغم هذا فقد شكل اختيار الزميل موسى برهومة رئيسا لتحرير الغد خروجا على المألوف فهذا الزميل ليس وطنيا وليس قوميا وليس يساريا وليس ليبراليا كالزميلين اللذين سبق وتوليا قيادة صحيفة (الغد) قبله وهما الاستاذ أيمن الصفدي والاستاذ جورج حواتمه، اما اختيار الزميل عماد الحمود قبلهما فقد جاء لرفع الشكوك عن هدف اصدار الجريدة والمهام التي كلفت بها من حيث تنوير الرأي العام الاردني وتجميل أو تبشيع بعض الوجوه المحلية والاقليمية والدولية!!
الاستاذ محمد عليان مالك وناشر (الغد) محظوظ بالتأكيد فوق كونه (زنقيلا) ولا استطيع هنا وصفه بالزميل لانه كما ليس لي علاقة بالزنقلة والقطاع الخاص والشركات فإنني اعتقد ان ليس له علاقة بالصحافة، لهذا طغت نظرته في التعامل مع موظفيه الزملاء في جريدة (الغد) كصاحب رأسمال وشركات واستثمارات على نظرته على ان هؤلاء الزملاء اكثر ثراء منه فكرا ووعيا ورسالة، وعندما سمعت (بطرد الزميل موسى برهومه) من موقعه كرئيس تحرير مسؤول لصحيفة يومية لها وجودها بين الصحف الاردنية، تصورت ان أحدهم هشم رأسه بمفتاح انجليزي او بجك ألماني وخطر لي أن أبعث رسالة هاتفية الى الاستاذ ناشر الغد في بضع كلمات (الغد ليس وكالة او كراج سيارات وموسى برهومه ليس بنشرجيا) ومع استمرار صمت نقابة الصحفيين وصمت رؤساء تحرير للصحف اليومية والاسبوعية والمواقع الالكترونية قلت في نفسي ولنفسي: هل يجب ان اصمت مثلهم ام اسعى لقول كلمتي نحو (الغد) ونحو (موسى برهومة) ونحو الاستاذ محمد عليان الذي كلفته الحكومة وأجهزتها باطلاق الرصاص في فمه حتى يتعلم اذا بقي على قيد الحياة الا يقول كلمة واحدة دفاعا عن التراب وعن الناس وعن القيم وعن الموقف، وان كل من يخرج على طاعة الحكومة او المسؤولين او ارباب العمل يجب أن يقطع عنقه بالسكين او النفي او التخويف او القمع او الارهاب او الجوع وكلها تعبر عن ضعف الطرف الاخر وليس عن ضعف حامل القلم وما وصلت اليه حكومتنا من ذعر يدفعها الى التوهم أنها يمكن ان تهزم صاحب رأي او حامل قلم حتى لو زحفت اليه بكل وسائل ارهابها.
قلت في مطلع الفقرة السابقة ان الاستاذ محمد عليان ثري ومؤدب ومحظوظ، وعندما تقدم للحصول على ترخيص لمحطة فضائية لم يواجه اية صعوبة، ونال كل الموافقات واكثرها اهمية (الموافقة الامنية) التي في غيابها لا تستطيع مشاهدة اية فضائية وليس امتلاك فضائية وادارتها وتوجيه سياساتها، وقيل ان ما أعد لانطلاق هذه الفضائية كان مميزا من حيث الاجهزة والمباني والكوادر البشرية، وقيل عند الحديث عن اطلاقها ان الاستاذ عليان حصل على دعم مالي كبير من وزارة التخطيط، ثم غير الرجل رأيه وباع المحطة بكل انشاءاتها وتجهيزاتها لمبدع أردني ومميز هو الاستاذ طلال العواملة، وبسبب انه صدق ان لدينا ديموقراطية وان المواطن الاردني يستطيع ان يمارس كل حقوقه التي نص عليها الدستور، وان مهمة الاعلامي النبيلة ان يقول كلمته لا ان يردد مثل ببغاء كلام الحكومات ورؤسائها ووزرائها، ارتكب الخطأ القاتل بسعيه الى تغطية صادقة ومميزة، اذ ارسل فرقه التلفزيونية لتسجل وتصور الانتخابات البلدية التي اجريت بأعلى درجة من شفافية التزوير ونزاهة التزييف تابعت هذه الفرق حافلات حكومية كانت تنقل ناخبين حكوميين من صندوق الى صندوق حيث يدلون في كل صندوق باصواتهم التي ضمنت انتخاب مرشحي الحكومة وممثليها الشرعيين والوحيدين، فتقرر امام هذه الممارسة الاعلامية سحب (الموافقة الامنية) التي تقيم بين الفضائية وبين انطلاقها جدار عنصري وارهابي وكنتيجة طبيعية لهذه الممارسة الديموقراطية ألقي بمئات الموظفين العاملين في المحطة من اعلى مبنى حكومي، تظاهروا واعتصموا وقدموا الشكاوي وتلقوا اكاذيب رسمية قادتهم الى البقاء على الارصفة والشوارع رغم كفاءاتهم وتميزهم وقدراتهم على اطلاق فضائية اردنية تبعث على الاعجاب والاعزاز والفخر، ولم يقل السيد طلال العواملة جزءا من الحقيقة عن هذه المأساة فقد خشي ان توصد ابواب عمله وان يحارب في ابداعه ورزقه، وواصل الرهان على عودة (الموافقة الامنية) الى فضائيته، لكنه استسلم عندما وقف على حقيقة انه طلال العواملة وليس الاستاذ محمد عليان.
اترك هذه المسألة واعود الى مسألة تصفية الزميل موسى برهومه، واعبر عن حزني لان ردة الفعل على (طرده) من موقعه كرئيس تحرير لصحيفة (الغد) لم تأخذ حصتها من الاهتمام، فالزميل برهومه لم يكن عامل الهاتف في الصحيفة ولا كان منظفا لممراتها ومكاتبها ولم يكن حارسا امنيا على بوابتها، بل كان رئيس تحرير هو اكثر اهمية من ناشر الصحيفة ومن كل وكلاء السيارات في الاردن ومن اصحاب الملايين وان يصمت الجميع امام (طرده) بهذا الاسلوب الاستفزازي والمهين لكل العاملين في مجال الاعلام فهذا يعني ان فولتير المفكر والفيلسوف الفرنسي لم يكن مخطئا عندما قال (الحمار المحمل بالذهب يدخل كل الابواب) اما حامل القلم وحامل الفكر وحامل الموقف وحامل الرأي فهو مجرد عامل تنظيف او غاسل سيارات او في احسن الاحوال بنشرجي يستبدل الاطار الخربان باطار صالح للاستخدام.
لقد اخطأ الاستاذ محمد عليان بفصل الزميل موسى برهومه، ولو حدث هذا الامر في بلد ديموقراطي يمارس الديموقراطية ولا يرفعها شعارا زائفا، لقامت قيامة الاعلاميين فيه ولاصبح خبر طرد برهومه على الصفحة الاولى ولانطلق من طرده او من ارسلت اليه التعليمات الى محاولة اطلاق التبريرات واعطاء التفسيرات التي لا يصدقها احد، ولا انظر الى المسألة من زاوية قطع الارزاق فقلم حبر ثمنه دينار واحد يأتي لصاحبه بألف دينار قبل ان يجف الحبر، موسى برهومه الذي كان يلتقي جلالة الملك مع زملائه رؤساء التحرير ويلتقي رئيس الوزراء مع هؤلاء الزملاء، لن يكون في وسعه أن يلتقي مسؤولا واحدا بعد ان تم تصنيفه عدوا لمحمد عليان وليس عدوا للاردن التراب والقيادة والمواطنين، فلماذا يحدث كل هذا الذي لو حدث في وكالة سيارات كورية او المانية او حتى صينية ما كنا نهتم به، وآه ما اضيع الصحفيين حملة الاقلام على موائد الرأسماليين واللئام والممولين من جيوبهم او من جيوب آخرين.(الخندق)